بورقيبة....لم تشفع له فقرة "من توجيهات الرّئيس" المبثوثة يوميّا قبل نشرة الأخبار التّلفزيّة، والمستمرّة لعدّة عقود ....ولا "قافلة تسير" الصّباحيّة الإذاعيّة، والمتواصلة لعدّة عقود .....ولا "يا سيّد الأسياد، يا حبيبي بورقيبة الغالي" لحبيب المحنوش....ولا "البلاغات المحليّة" اليوميّة لعبد المجيد بوديدح عند منتصف النّهار....... ولا "جريدة العمل" لسان الحزب الإشتراكي الدّستوري غير المقروءة....
بورقيبة....حين انقلب عليه ابنه البار ...وألقى به في غياهب دار التّكيّة......أعرب مُنتج قافلة تسير....وإسماعيل الحطّاب....ومُذيع البلاغات المحليّة، ومُدير ورئيس تحرير "العمل" عن فرحتهم بالعهد الجديد، وابتهاجهم بصانع التّغيير....وتبرّؤوا من "سيّد الأسياد، مخلّص البلاد".....
حين فرّ صانع التّغيير، وحامي الحمى والدّين بجلده، وتركهم بلا سند و لا عَمَد.. ... ولم يعد عهدهم الجديد جديدا....عادوا ينبشون التّراث والتّراب، ويستخرجون عظام "حبيب الأمّة...يوم 3 أوت خرج من "كرش" أمَّهْ" ليبعثوا فيها الحياة، وليُحيوا سُنّة " يحيا بورقيبة، يحيا بورقيبة".......
والعظام، لا حياء فيها ولا حياة….