أكثر من 95% من الجالية المسلمة في فرنسا صوّتت لصالح إيمانويل ماكرون، بعدما أبدى من اللّسان حلاوة تجاه المسلمين، في حملته الإنتخابيّة، حتّى أنّ البعض اتّهمه بأّنه زعيم المسلمين الفرنسيّين......
لم يلبث ماكرون أن ارتدّ على عَقِبيْه، بعد خيباته وخساراته وفقدانه للعديد من مناطق نفوذه في صراع التّموقع ضدّ تركيا أردوغان......فكانت ردّة فعله انتقاميّة وانفعاليّة.... مُتّخذا من مسلمي فرنسا الذين انتخبوه أكباش فداء، وأوراق ضغط يُناور بها غريمه التّركيّ....
وفي هدا المجال، وعلى قياس الغاية تُبرّر الوسيلة، يسهل تبويب كلّ عمل أو قرار أو قانون انتقاميّ يقوم به ماكرون في خانة "مكافحة الإرهاب" وكلّ فعل مُتحرّش ومُسيء للمشاعر في خانة "حرّية التّعبير "....
الكثير من القادة الأوروبيّين أبدوا، دون تحفّظ، مساندتهم لشريكهم الأوروبي…. ولكن الكثير منهم، أيضا، انزعجوا من الإفراط في حرّية التّعبير، التي اتّخذها ماكرون مطيّة لاستهداف المسلمين وعقائدهم ومقدّساتهم دون سواهم، بعنوان المحافظة على قيم الجمهوريّة الفرنسيّة…..
إنّ الشّاب الذي قتل ثلاثة فرنسيّين في نيس، لا ينتمي، فكريّا وعقائديّا، للإسلاميّين، لا المعتدلين ولا الرّاديكاليّين، حتّى نتّهمه بالمتطرّف أو بالإسلاميّ المتشدّد…..
هو مهاجر غير شرعيّ حديث الهجرة، لم يمض على إقامته في فرنسا أكثر من شهرين، ومقيم دون وثائق قانونيّة….. ورد في سيرته الذّاتية، أنّه عاطل ومدمن كحول ومتعاطي للزّطلة، وأصيل بلدة داخليّة مُهمّشة…. ومن تطبّع بهذا السّلوك المنحرف، لا يمكن أن يحمل أفكارا دينيّة متطرّفة ومشحونة…. اللهم إلاّ إذا وقع استقطابه وغسل دماغه في فترة زمنيّة قياسيّة…. وهذا الاحتمال مُستبعد نسبيّا…
زطّال…. بطّال…. ومُحربش…. ودون وجهة، ودون مقرّ أو مستقرّ….. ما المنتظر منه؟….بل ما الذي لا يُنتظر منه؟؟….
ألم يأت أمثال هولاء، داخل الوطن لا خارجه، وهم في حالة خَدَر وفقدان للوعي، بجرائم مروّعة، لا تخطر على بال؟؟؟….. جرائم هزّت المجتمع ورجّته رجّا…. قتل وتحويل وجهة واغتصاب للمحارم….
الاحتمالات عديدة….. لا تنفي ولا تؤكّد نظريّة المؤامرة…..
ولكنّي أنظر إلى حال ال95 بالمائة من الجالية المسلمة في فرنسا، المُحبَطة و المخدوعة التي صوّتت لماكرون….. ثمّة حالة تُشبهها في مكان ما…..