التاريخ عبر ؟

بحسب مقولة شهيرة ,فإن التاريخ إذا أعاد نفسه فسيكون مرة في شكل مأساة ,ومرة أخرى في شكل مسخرة.

للأسف الشديد ,هذا ما حدث بالضبط ببلادنا بعد الثورة ,فلعدة اسباب ,لا فائدة في ذكرها الان , لم تتخذ الاحتياطات الكاملة و..الشرعية ..لمنع عودة "المنظومة القديمة " الى السلطة ,وذلك بصفة سلمية ,حضارية ,لكن حازمة, ..فحصل ما كان متوقعا,التقهقر الى الوراء ,والرجوع بنا الى مربع ما قبل 14 جانفي 2011,..

فكانت المأساة مع الباجي قايد السبسي,وخزعبلات "البرنامج اللي يدوخ" ,"الكفائات القادرة على تسيير اربع دول ",و قمة التخلف , مأساة وتراجيديا توريث السلطة ,بل قل البلاد وما عليها ,إلى إبنه الاحمق ,وأشدد على الكلمة..

فحصل ما نعايشه حاليا.. كساد إقتصادي ,بؤس إجتماعي غير مسبوق ,تدهور كارثي للخدمات الاجتماعية, إرتهان مالي للخارج ,يجعلك تتسائل هل نحن فعلا دولة مستقلة ؟..

رغم كل شيء, تجلد التوانسة وكانوا متحضرين , فلم تعرف بلادنا عواصفا حادة ,أو هزات خطيرة ,كانت ستؤدي الى انخرام الامن وسيطرة الفوضى, إذ تمسكوا بقوة,بمبدإ الانتخابات في..تاريخها,وبمبدأ أن الصندوق هو الفيصل الوحيد بينهم .

للأسف , تخوف المنظومة القديمة من الانتخابات ,لان سجلها كان خلال فترة حكمها سلبيا مائة في المائة ,بالارقام وبالواقع الملموس , قررت اللجوء الى سياسة الهروب إلى الامام…فأعادت رسكلة نفسها مرة ثانية..لكن تحت يافطة جديدة..مسخرة "تحيا تونس"..

مسخرة فضيعة ,ألة إنتخابية حربية , تعمل بالمال الفاسد ,ملجئا لكل الانتهازين والفاسدين بتونس,انضافت الى "نداء تونس" ,"مشروع تونس " ,"آفاق تونس " ألخ ..ألخ …وما هم كلهم في الحقيقة..إلا ضباع تونس ..وحوشا ضارية تنهش في جسد هذا الوطن ,بدون رحمة أوشفقة..

للأسف ,أنجبت تونس سابقاعالما جليلا ..رائد علم الاجتماع , المفكر والمؤرخ الكبير" ابن خلدون " الذي فر سابقا بجلده و ب "فكره " الى مصر ,وعندما تذكروه هنا,اقاموا له تمثالا ,للتفاخر فقط ..
لم يطالعوه ,ولم يفهموه اصلا ,لذا لم يستوعبوا درسه الاول والاهم ….التاريخ عبر…
وكما عادت الافعى مجددا ..سيعود إليها شعبنا بالنعال…….والأيام بيننا ..