بصراحة ومن الآخر، محاربة الفساد لن تفضي الى أي نتائج ملموسة قادرة على القضاء عليه، او الحد من أضراره وشله بصفة ملموسة، ما لم يتم تجريده من أهم سلاح لديه ألا وهو الاعلام الفاسد، والذي يجمع التوانسة على نعته ب..... إعلام العار.
أي نعم، الطرق الحالية (هذا وإذا تم تفعيلها بجدية) ستفضي الى سقوط رؤوس، قد تكون كبيرة أحيانا، لكنها ستكون في الغالب متوسطة وصغيرة.
لكن على أهمية تلك النتائج فانها لن تغير الواقع المرير بان بلادنا، ستظل من البلدان التي ينتشر فيها الفساد المالي الاداري، وتباعا السياسي، بطريقة مهولة،مما يعيق نمو إقتصاد هابل ويدمره، ويحكم على مواطنيها العيش في الشقاء والمعاناة، باستثناء طبعا الاقلية المستفيدة،من المنظومة الاجتماعية الاقتصادية الفكرية والسياسية المسيطرة.
قد يدعي البعض ان محاربة إعلام العار، طريقة معادية للديمقراطية وحرية الاعلام، فلا تصدقونهم، فانهم كالعاهرة التي تدعي العفة، لان الاعلام المقصود حصريا، هو ذلك الذي النوع الذي ينشر الكراهية بين التوانسة، الرذيلة السياسية، يشجع الطغاة، والذي قام ويقوم على ترذيل الثقافة،الاعلام، والسياسة، والذي افرغ المشهد السياسي التونسي من الشرفاء ، لصالح الفاسدين، المهربين، والجهلة..
يا توانسة، رجاء التوقف قليلا عند حقيقة مرة، الا وهي ان ثاني حزب بالبلاد...هو لقناة تلفزية معروفة الاتجاه منذ عهد الدكتاتور بن علي …
للأسف خسرنا لأسباب معقدة، في المرحلة السابقة معركتنا ضد فساد الاعلام ، وذلك لعدم التفاعل الايجابي مع " الكتاب الاسود للإعلام التونسي في عهد بن علي" ، أما الان فإذا مازالت السياسة تجاه هذا الغول، هي هي ،ولن تتغير،
صدقا، فان مفهوم السياسة لم يعد له معنى، بهاته الديار.