من يعتقد أن الدراما التلفزية أو الأفلام السينمائية هي جرد للواقع و إخراجه في شكل صورة يغالط نفسه و يجانب الحقيقة.
منذ البدايات الأولى لها و انطلاقا من المدارس الكبرى في هذا المجال، كانت النصوص المكتوبة من أجل الدراما أو السينما تحاول رسم أبطال الحكاية و إخراجهم في ثوب الأبطال و الشخصيات المثالية التي تعبر عن شخصية المواطن بكل دولة أو مجتمع.
فالسينما الأمريكية مثلا أخرجت للعلن رامبو، سوبرمان و غيرهم من الأبطال الذين لا يقهرون و الباحثين عن نصرة الخير و الحق أمام جبروت الشر و إزدراء الباطل.
لم تختلف السينما و الدراما في مصر عن هذا المنهج و سلكت هذا السرد الخيالي و الرومنطيقي لتقديم شخصيات و أبطال مثاليين داخل مجتمع فاسد غارق في بحر الرذيلة. بينما هنا في تونس جفت أقلام كتابها و أنتجت عصارة أفكارهم شخصيات من ورق، لا ميثاق و لا أخلاق لهم.
إخراج التونسي أو التونسية في ثوب التافهين، العابثين بالدين و الأخلاق، لا حدود و لا سلطة على شهوتهم و غرائزهم. غابت صورة المثقف و العالم أو الجندي البطل العائد من ساحات الوغي لتعوضها صورة المدمن و العاق و الفاجر و العابث بكل القيم الكونية.
صحيح أن مجتمع هو فسيفساء و خليط من كل الأجناس الحاملة لكن الصفات لكن تظل الصورة مخفية و أفعال الكثيرين تبقى حبيسة المكان و الزمان و لا داعي من السطوة على الشاشة و تمرير كل ماهو مرفوض و منبوذ بدعوة ذاك هو الموجود.
احترموا العقول و القلوب و كل من يملك صورة لواقع فيرسمها في خياله و ينام.