فتحي بالحاج المرشح لوزارة لم يجدوا ما يشوهونه به فلجؤوا الى محاولة المساس منه بالقول انه سائق تاكسي؟ المشكل ليس في صحة المعلومة من عدمها ففتحي بالحاج متحصل على الاستاذية و درس في احدى الجامعات الفرنسية و تخرج منها. المشكل أعمق من ذلك.
عقلية مريضة ترى المسؤول صاحب شهائد عليا والا فان حقوقه السياسية لا تتعدى حبر الانتخاب؟! مواطن درجة ثانية له نصف حقوق. لا يحق له ان يكون مسؤولا. وكأن الشهادة_على اهميتها_ تفتح باب السلطة.
سواق التاكسي وغيرهم من أصحاب المهن من غير ذوي الشهائد العليا ما ينجمو كان يكونو "رعية" محكومين؟ وكل حقوقهم انهم يصوتون لمن يحكمهم من "علية القوم".
في العالم شخصيات لم تكن لها شهادات جامعية وكانت لها الصدارة في السياسة (لولا في البرازيل كان اسكافيا وتشرشل) وفي الادب (جابرييل جارسيا ماركيز. ومحمود العقاد) في غيرها من الميادين كان الاخوان رايت وبيل غيتس واغاتا كريستي واديسون وو.
لتكون سياسيا ليس شرطا ان تكون صاحب شهادة عليا وان تكون صاحب شهادة عليا ليس شرطا أنك قادر على حل مشكلات الناس والتواصل معهم والتأثير فيهم.
فرحات حشاد لم يتجاوز في تحصيله شهادة الابتدائية ولم يمنعه ذلك من ان يكون لسان قضية تونس في ميلانو وأمريكا وبروكسيل.
لسنا في مجتمع يصنف أفراده الى مواطنين وغير مواطنين. واقناع الناس والتعبير عنهم والانخراط في الدفاع عن حقوقهم وامتلاك رؤية وتصور في ظل الانفتاح المعرفي والبوابات المفكرية المسرعة ابوابها يجعل شرط ممارسة السياسة ليس فقط شهادات جامعية-وهي مهمة - فالمستوى التعليمي لا يعكس ضرورة المستوى الثقافي والقدرات السياسية لمن لا شهادة له.