بعض التصريحات من الذين التقوا رئيس الحكومة المكلف تحدثت عن مراحل ثلاثة حددها الفخفاخ لتشكيل حكومته. الفخفاخ "قرر" اجراء مشاورات تشكيل حكومته على مراحل ثلاث: الأولى تأمين أوسع حزام سياسي لحكومته ثم وفي مرحلة ثانية يتم البحث في مشكلة البرنامج ؟؟وفي الاخير يتم تحديد تركيبة الحكومة أولويات الفخفاخ تشكيل حزام سياسي؟ ثم تحديد البرنامج تظهر الفخفاخ في موقع حريص على تأمين الموقع كل طرف وصياغة خارطة التوافقات قبل بحث البرنامج؟
والتأكيد على ان المرحلة الثانية هي مرحلة "صياغة" البرنامج لا يمكن ان تكون الا ذرا للرماد على العيون لإيهام الرأي العام بأن هناك برنامجا تم اعداده فالحزام السياسي المعلن عنه في بعض التصريحات والذي يضم في البدء "أحزاب النهضة والتيار الديمقراطي وحركة الشعب وحزب تحيا تونس" تتناقض برامجه وتختلف وتتباعد اقتصاديا واجتماعيا.
*
ولا أعتقد أن الفخفاخ يضحي بالحزام السياسي ان تشكل ليخسر موقعه كما لا يمكن تصور ان الاحزاب قد تخاطر بالتوجه الى انتخابات مبكرة في ظل حالة الاستياء العارم من المواطنين من كل المشهد الواضح ان هناك مرحلتين تم الفصل بينهما منهجيا الاولى تشكيل الحزام السياسي ثم التوافق حول التركيبة.
ليس مطلوبا من الفخفاخ في هذه المرحلة أكثر من تأمين تواجد أكبر عدد من الاحزاب في المشهد ولعله اختير لذلك. وهذا مؤشر ان ثبت خطير فأزمة الثقة بين الاحزاب مستفحلة ولن يضحي اي منها بجملة مصالحه وعلاقاته إذا ما تشكلت الحكومة لذلك فالأقرب اننا قد نعيش سنوات أخرى من "اتفاق تونس" بنفس تفاصيل اتفاق باريس ونفس الشروط.
الاختلاف هذه المرة ان لكل طرف ثوبا جاهزا عليه ارتداؤه وله ان يصبغه باللون الذي يريح انصاره ومسانديه.