بعض ساكنة غابات افريقيا إذا رأوا حريقا يتقدم نحوهم يقومون بتنظيف مساحة محددة من الارض فيزيلون عنها الاعشاب والاشجار ثم ينتظرون اقتراب النار لمسافة مقدّرة فيقذفون النار المتقدمة بكرة نار تشعل ما جمعوا وتتقدم مدفوعة بكتل باردة في اتجاه النار القادمة فتوقفها.
عودة الاحتجاجات بعد رفع الحجر الصحي وارتفاعها في الايام والاسابيع القادمة هو سمة الصراع بين دولة لا تلتزم في الحد الادنى بتعهداتها وبين مكتوين بنار البطالة والتهميش. هذا الحراك الاجتماعي السلمي هو الحل الوحيد لإسماع الصوت. هو ليس خيارا بل هو اضطرار لمواجهة اصرار منظومة الحكم على مواصلة سياسات ثبت فشلها وأدت فقط الى اهتزاز الثقة في الدولة وفي الفاعل السياسي.
محاولات اخماد الحراك الاجتماعي بالعسف والقمع لن تنجح ولابد من مشروع وطني جامع يشعر التوانسة ان هذه الدولة دولتهم وهم شركاء في بنائها وليسوا مجرد اصابع محبرة وارقام مضافة يتم الالتجاء إليهم فقط لتحمل تبعات اهدار المال العام والفساد فيمولون العجز ويعوضون ويتبرعون فاذا انقضت الحاجة أهملوا لتكون الفائدة مقصورة على قلة قليلة.
نار الفقر والحاجة والاحساس بالغربة تحتاج الى عقل سياسي جديد لا تحكمه الانتهازية السياسية ولا الاعتياش السلطوي.