تمّت يوم الخميس محاكمة قتلة المهندس المغدور مروان بن زينب، أمام الدائرة الجنائية المختصة في العدالة الانتقالية... ملفّ ثقيل، رغبت كثيرا في فتحه سابقًا، ولكن لم يحصل للأسف ربّما لاحقًا، كان خلّاتنا الكورونا وهي مناسبة للتذكير بجرائم بن علي ضدّ العلم والعلماء والدماغات متاع البلاد ... وذكّر …
تعود اطوار القضية الى جويلية 1989، وقد أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الإبتدائية بتونس1 في جوان 2011 بإخراج جثمان مروان ونقله إلى قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول ... و لئن نصت الرواية التي روّجها النظام على أن مروان مات منتحرا …
فإن رواية ثانية مغايرة تبنتها الصحافة الدولية والمنظمات الحقوقية تفيد بمقتل مروان لإختراقه المنظومة المعلوماتية لبن علي الحاكم بأمره طيلة عشريتين وإكتشافه أسرارا تتعلق بصلات سيد قرطاج بجهاز الموساد بعد أن اخترق النظام المعلوماتي الخاص ببن علي، واكتشف أن الأخير كان على علاقة بجهاز المخابرات الإسرائيلي "موساد".
وتقول عائلة بن زينب إن الشرطة التونسية "اختطفت" ابنها عندما كان يقود سيارة في العاصمة تونس و"عذبته حتى الموت"، ثم ألقت جثته قرب سكة قطار في مدينة الزهراء للإيهام بمقتله في حادث سير... وتم دفن مروان ولم يبق نعشه بالمنزل سوى نصف ساعة وقد منعت الشرطة العائلة من فتح الصندوق نهائيا.
رواية العائلة أكّدها ايضا العقيد البشير التركي المدير الأسبق للمخابرات التونسية (كان تتفكروا الكل في الوثائقي اللي تعدّى عالوطنية (سقوط دولة الفساد) قال حرفيا إنّ: بن علي كان عميلا للموساد وأنّ إسرائيل كانت (إلى جانب فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية) من الدول الحامية له.
وأكد العقيد تواطؤ بن علي مع الموساد في اغتيال قيادات فلسطينية كانت تقيم في تونس خلال الثمانينيات. مروان بن زينب "شاب عبقري في الإعلامية اخترق مرة ومصادفة كمبيوتر بن علي الشخصي في قصر قرطاج (الرئاسي) فاكتشف قائمة جواسيس الموساد في تونس المتعاملين مع المخلوع رأسا". القائمة تضم أسماء الجواسيس وعناوينهم وصفاتهم و"أكوادهم" (شفراتهم السرية).
بن زينب "أخبر ذلك الأمر الخطير" إلى أحد أصدقائه في الدراسة إلا أن الأخير سرّب الخبر إلى بن علي الذي دبر عملية اغتيال المهندس ثم عين صديقه وزيرا. هذا جزء من الحقائق التي دفنها النظام، قذارة لم تستطع السنين طمسها وتبييضها وان حاول بعض زبانيته تعتيمها اليوم فلن ينجحوا.
ملاحظة (اللي في الصورة هو المعني بالأمر منتصر وايلي، وزير تكنولوجيا الاتصال وقتها) صديق المهندس الراحل والمتّهم الرئيسي في الوشاية به حسب ما هو متداول وحسب ما تردده العائلة في شهادتها امام المحاكم. هارب خارج تونس. متعلقة به قضايا فساد.