العسكر بطبيعته غير مدني...ونحن في عصر الدولة المدنية والمواطنة التي فيها السيادة ملك للشعب وليس للعسكر... ولذا يسقط حكم العسكر...ومهما كان العسكر…
يطمح الرئيس الحالي إلى أن يستأنف ذلك المسار، وربما يراهن على أن يكتب اسمه في التاريخ، حين يعتقد أنه أكمل مسار تحرير المرأة التونسية، ومنحها مساواة كاملة غير ناقصة، كما تعتقد فئاتٌ مهمةٌ من النخب النسائية.
فقد جاء التقرير معبرا عن نوع من الإيديولوجا محدودة الانتشار في المجتمع التونسي. فهو مشروع فئة قليلة تستقوي بأدوات السلطة التنفيذية (رئاسة الجمهورية) على المجتمع وتسعى إلى فرض رؤيتها عليه فرضا على غرار ما فعله بورقيبة من خلال مجلة الأحوال الشخصية.
حرية المعتقد وحرية ممارسة الشعائر الدينية..."وجهان لعملة واحدة"... لأنه لا توجد حرية معتقد بدون ممارسة شعائر دينية...ولا توجد حرية لا معتقد بفرض ممارسة شعائر دينية... هذا ما يرفض استيعابه متأسلمون أو "علمانيون"...وهو بسيط جدا...ولكنهم يعقدونه…
في المجتمعات التي يغيب فيها ذلك التوازن المؤسسي، يعدّ تدخل العسكر في شؤون المجتمع المدني الداخلية تعبيرا عن معاداة الديمقراطية والميل إلى حكم الحزب الواحد وتأكيد القيم العسكرية
ما حدث في القصبة يوم 25 فيفري 2016 ذكرنا بالصورة القديمة للبوليس.وإلا فما هي الرسائل التي يعطيها اقتحام الآلاف من الأمنيين لساحة القصبة المحظورة على المحتجين من سائر الشعب التونسي؟
Les Semeurs.tn الزُّرّاع