حق الانتخاب أم نداء العسكرة؟

Photo

تزامن ظهور الجيوش المحترفة مع ظهور الرأسمالية في الغرب الأوروبي الحديث مما جعله محكوما بنوع من التوازن المؤسسي فيما يسمى (Civil - Military Relations) العلاقات المدنية العسكرية، الذي بموجبه تختص الجيوش بوظيفتها (الدفاع عن الوطن ضد العدوان الخارجي) ولا تتدخل في شؤون المجتمع المدني الداخلية..... Roman Kolkowicz.

في المجتمعات التي يغيب فيها ذلك التوازن المؤسسي، يعدّ تدخل العسكر في شؤون المجتمع المدني الداخلية تعبيرا عن معاداة الديمقراطية والميل إلى حكم الحزب الواحد وتأكيد القيم العسكرية.....

رغم اصطباغ الانقلابات العسكرية في المشرق العربي عقب الحرب العالمية الثانية بروح التحرر من السيطرة الامبريالية، إلا أنها أمّمت المجال المدني وعسكرت المجال العام وألغت السياسة بما هي تدبير الاختلاف في إدارة الشأن العام، فتتالت الهزائم نتاجا لتغييب شروط المواجهة الوطنية الشعبية....

ما بال المتباكين على حائط الدولة المدنية لا يرونها كذلك إلا في مواجهة الدولة الدينية الشائهة التي أظهر شعبنا أنه قادر على مواجهة دعاتها، في حين نراهم يتواطؤون مع الدولة البوليسية ويحرّضون على تأبيدها رغم كلفتها الباهضة طيلة عقود من الآلام والتضحيات والدماء!!!

رغم يقيننا أن الجيش التونسي لو صوّت في الانتخابات فلن تكون أصواته لنداء عصابة السراق وأشباهه وخدمه قطاع الطرق..... فإننا نتمسك بشروط التوازن المؤسسسي المذكور أعلاه!!!

إن ربط الحداثة بالبوليس والعروبة بالعسكر جعلهما محل ريبة في عيون ضحايا سيطرة العسكر المتقومج في المشرق والبوليس اللائكجي في تونس…

ــــــــــــــــــــــــ دولة مواطنية اجتماعية، لا عسكرية ولا بوليسية ولا أوهام خلافة إمبراطورية…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات