اعتقد أن ما أقدم عليه الليلة السيد الياس الفخفاخ رئيس الحكومة – المقال أو المستقيل – هو خطيئة سياسية كبرى وسقوط غير مسبوق كما أنه جريمة أخرى تستوجب المساءلة القانونية تصل الى الخيانة. فالرجل وبدون سابق انذار أعفى وبطريقة غير حضارية ولا قانونية 8 وزراء محسوبين على حركة النهضة التي تمسكت بإقالته بسبب ملفات فساد وتضارب مصالح وغيرها من الخروقات.
لم يسبق لي التعليق على أداء الرجل في الحكومة لأسباب لا فائدة في ذكرها الان ولكن تصرف الرجل بهذه الكيفية اليوم تجعل مساءلته القانونية ضرورية وأساسية حتى لا تتكرر مثل هذه الممارسات المدانة بكل المقاييس.
لعل الخطوة تأتي في إطار ترذيل المشهد السياسي في البلاد والذي تعمل عليه بعض الجهات الخارجية المعروفة وعلى رئيس الدولة والبرلمان وضع اليات سريعة لأبعاد الرجل عن دائرة القرار والتأثير وعلى الجهات المختصة التعجيل بالنظر في الملفات القانونية ومحاسبته في صورة ثبوت التجاوزات عليه وعلى شركائه. وعلى حلفائه وشركائه التنديد العلني بهكذا سلوكات غير منضبطة ولا عقلانية.
كنت أتمنى أن يحتج الطاقم الوزاري الذي رضي بالحضور في غياب زملائهم مع رئيس حكومة مستقيل يتصرف بصبيانية وعدائية غير مسبوقة ويعرض مصالح البلاد للخطر ويرسل برسائل ملتبسة وغير مطمئنة للشعب وللشركاء في الخارج.
لم اتصور أبدا أننا يمكن أن نصل لهذا المستنقع يوما. عيب يا راجل هذه ليست أخلاقنا ولا تربيتنا ولا قيمنا – الحد الأدنى هو الاعتذار للشعب اولا منك شخصيا وثانيا من السيد الرئيس الذي منحك ثقته يوما وثالثا من الشرفاء من الوزراء الذين رضوا أن يكونوا ديكورا وشركاء لك في السقوط الليلة – أنا جد حزين لحال بعض نخبنا والله المستعان.