يتخوف البعض أن تكون المصالحة الخليجية وبخاصة بين قطر والسعودية على حساب القضية الفلسطينية. ربما تزايد خطوات التطبيع في المنطقة وحضور ومشاركة جاريد كوشنير صهر ومستشار دونالد ترامب في القمة اضافة للحملة الاعلامية لللوبي الصهيوني الذي يدعي بأن المسار الخليجي يخدم مصلحة اسرائيل وتبني رؤيتها للحلول في المنطقية.
باعتقادي خطوة التطبيع الجماعية غير واردة لأسباب عديدة لعل أهمها :
- تذكير السلطات السعودية مؤخرا بأن المبادرة العربية هي الاساس الوحيد للحل.
- كانت قطر الداعم الرئيسي لغزة خلال السنوات الماضية ومن غيرالمنطقي أن تقدم على خطوة التطبيع خاصة أنها كانت قد كررت مرارا بأنها غير معنية بالتطبيع.
- وجود العديد من القيادات الفلسطينية على الاراضي القطرية يعطي للدوحة ثقل ووزن سياسي تراكمي من غير الوارد التضحية به.
- اشراف الكويت المعروف برفضه المبدئي للتطبيع على خطوات المصالحة وتقريب وجهات النظر يجعل من الصعب تصور تقارب على حساب القضية الفلسطينية.
- يحاول فريق ترامب التسويق للخطوة على أنها من انجازاته والواقع هو أن المقاطعة لقطر وأزمات المنطقة كانت من انجازات ترامب وادارته ولولا بعض اصوات العقلاء في الادارة والوجود العسكري التركي في قطر لكانت الامور أخذت منعرجات أخرى ولا أتصور أن القطريين سيمكنون ترامب من صك غفران يمكنه من مواصلة عربدته ونهبه لثروات المنطقة والاستيلاء على مقدراتها ومواصلة تهريجه السياسي في الولايات المتحدة والعالم.
- يدرك الجميع الان بأن من ذهبوا في مسار التطبيع سلكوا طريقا محفوفا بالمخاطر والمهالك وأن الشعوب جميعا تزدري التطبيع والمطبعين كما أن الخليجيين اليوم يحتاجون للاستقرار لإنجاز المشاريع المعلنة وليس فتح جبهات مع شعوبهم واستعداء أصدقائهم.
وللأمانة فقد كنت شاركت بصفتي الامين العام لمجلس جينيف للعلاقات الدولية والتنمية في عدد من النقاشات والحوارات لتقريب وجهات النظر خاصة بين السعوديين والقطريين ولا أذكر أن أحدا تعرض للقضية الفلسطينية بسوء بل بالعكس تماما الجميع تحدث عن الدعم وتثبيت الحقوق.