" ورّيني..نحب نشوف ".. هكذا خاطب الاديب المفكر المرأة..على مرأى ومسمع من الجميع..هكذا تحدث مثقف المواخير..في ضيافة إعلام المجاري..أين نحن من عنترة الجاهلي حين يقول : وأغض طرفي ما بدت لي جارتي*** حتى يواري جارتي مأواها هكذا يخاطب من يدعي الثقافة المرأة التي يدعي السعي الى تحريرها..لو قالها لعاهرة لَصَفَعَتْه..لو تجرّأ على بائعة هوى مجردة من الحياء لردت عليه بمقذع القول..
ما هكذا نخاطب الأنثى يا من تدعي النباهة..تَعلّمْنا في صغرنا أن جِلَّ الشيوخ ونحترم الكهول..ثم كبرنا فتعلمنا كيف نخلع القبعة احتراما للمرأة الأم والأخت والزوجة وحتى الغريبة..وتعلمنا كيف ننتقي عباراتنا ولا نبادرها كما نبادر الدابة التي لا يربطنا بها إلا ما نطلبه منها وتقدمه لنا طائعة.. هل قرأت ابن حزم يا مدّعي الثقافة ؟ قد تكون قرأت ونسيت كما نسيت كيف يعامل الرجل الحقيقي المرأة مهما كانت..و لعلك لم تعرف ابدا..لكن الأغلب على الظن أنك لم تتعود قضاء وطرك إلا مع الدواب..
صفاقتك في الحديث توحي بانعدام الحياء الذي يميز البشر عن الحيوان..انت لا تحتاج الى مغازلة البقرة حتى تطأها..ولست َفي حاجة الى تَبيُّن الرغبة عندها من انعدامها..تعوّدْتَ منها الرضوخ الى مشيئتك كلما عنَّتْ لك نزوة حيوانية حمقاء..يا لَجهلِكَ المشين !! حتى الحيوانات لها طقوس تسبق التزاوج..ألا تعلم هذا يا غريزة متشبهة بالرجال ؟ ولكن أنَّى لمثلك أن يتحلى بكياسة البطريق أو الثور أو حتى الكلب..! فضَحَكَ ما قلته ايها الجندب المتأنق بعذْرة..
لم تعتبر يوما الأنثى شريكا فعليا لك..لا تراها إلا عارضة لسلعة ما..مجرد جسد يحق لك استغلاله متى شئت..لم تعرف أنثى البشر يوما..قد تكون عرفت الجنس بفضل أتان عَلَوْتَها في أجمة في غفلة من الناس..او قد تكون بدأت بكلبة جارتك يوم رأيت الديك على شاكلتك..لكنك قطعا لا تعرف النساء..ومن لا يعرف المرأة يحلو له ان يعاملها كما يعامل المومس..
إنه الكبت الذي يولد الخطاب المتشنج والفعل القبيح..لطالما هوَّن ضعيف الهمة من قيمة الشيء الذي لا قدرة له على امتلاكه..ولطالما تصرف الصبي بعدوانية مع البنت التي يهواها دون ان تكون له الجرأة على مخاطبتها..علاقتك بالجنس توقفت عند المرحلة الشرجية..لهذا نراك تتبرز حين تخاطب المرأة..وتستلذ ذلك..هل وقفت يوما امام ماخور فقلت نفس الكلام ونهرتك المومس فسبّب ذلك لك عقدة أبدية ؟
الظن عندي أنك لا تملك الشجاعة حتى لارتياد المواخير فأهلها لا يقبلون أشباه الرجال ولا الصبية المتطفلين.. لا تقلق فلن ننصب لك المشانق..وهل تملك روحا حتى تُسْلَبَ منك ؟ ثم هل يجرم القرد اذا تصرف حسب غريزته ؟
ليس على الأعمى حرج..أعمى البصر وأعمى البصيرة..والجاهل يتعلم ثم يستتاب..ثم إن الدواب لا تُشْنَق..و حتى لو اعتبرناك من جنس البشر فكيف نشنق من كانت مشيته زحفا وقيامه انحناءًا..؟ يُشْنَقُ الرجال واقفين وانت لا تملك من الكرامة ما يكفي للوقوف..لذلك يموت الشجر دون ان ينحني بينما يعيش القرد مستجديا بمؤخرته العارية هِبات الساخرين..