يدخل إضرابكم يومه الخامس.. لا شهره الخامس ولا حتى اسبوعه الخامس.. وها قد بدأ أولياء أبنائكم بقرع طبول الحرب ضدكم والتهديد بسحلكم وقطع رزقكم ومحاكمتكم كالمجرمين..
خمسة أيام كانت كافية ليخرج الحقد الدفين والجهل المقدس.. خمسة أيام كانت كافية ليلبس القوم ثوب الجحود ويتحرر الحيوان المكبوت فيهم.. يكفيكم فخرا محاربة حثالة الإعلاميين لكم..
يكفيكم شرفا أنهم لم يجدوا شريفا واحدا يطلق عليكم النار فجيشوا كل غوانيهم وغلمانهم الرخاص ليخوضوا في أعراضكم ويشوهوا سمعة نحتّموها بسنوات من الصبر على صعوبة التعامل مع أبنائهم وعلى نكران الوزارة لجهودكم.. يكفيكم شرفا أن سياسيي الهانة والنفاق انضموا إلى جوقة التشويه.. لا يغرنكم سلاطة لسانهم فإذا أتتكم المذمة من الناقصين فتلك شهادة ينبغي الاعتزاز بها.. اصبروا وصابروا ورابطوا فشيمة الأنبياء الصبر..
تحية لكم في يومكم الخامس مناضلين من أجل مدرسة شعبية وبيئة تعليمية صحية وبرامج تعليمية فعالة وسياسة تعليمية عادلة.. مهما كان قراركم تذكروا أن الحاضر والمستقبل والتاريخ سيذكرون انكم خير من يعول عليهم عند الشدائد.
من يعادونكم اليوم كانوا خرسا لما بقي البلد شهورا بدون حكومة.. وكانوا خرسا لما حكمهم الأنذال بالحديد والنار طيلة عقدين وأكثر.. وكانوا خرسا لما أنهك الاقتصاد بتعطيل وسائل الإنتاج.. وكانوا خرسا لما امتنع الأطباء عن إسعاف الناس.. وكانوا خرسا لما تهاون الامنيون بأمن الناس.. وكانوا خرسا لما عطل الفاسدون كتابة الدستور الذي انتخبوا من أجله.. وكانوا خرسا لما تآمر الحكام علي أمن البلاد ومقدراتها...
وكانوا خرسا لما تاجرت الدولة بحياة الشباب الهارب إلى المجهول تتركهم يجازفون وتقبض الأموال من الاتحاد الأوروبي عند ترحيلهم.. وكانوا خرسا عندما عطل أعداء الوطن تشكيل الهيئات الدستورية الضامنة لعدم عودة الاستبداد.. وكانوا خرسا عندما صيغت القوانين لحماية الفاسدين والمفسدين وضمان ثرواتهم اللاشرعية..
كانوا خرسا كلما علا الباطل.. فلا تعجبوا اليوم من علو صوتهم على الحق..
سوف ترجع الأمور إلى نصابها ولن تتهاونوا في أداء واجبكم نحو تلاميذكم ونحو الوطن.. ولا تنتظروا منهم جزاءا ولا شكورا.. فوعيكم درع لهذا الوطن ومن كان كنزه المعرفة فلا يبتئس بما يفعل الجاهلون..