علاش مستغربين انو برشا توانسة مستعدين يعطيو اصواتهم مرة اخرى لنداء تونس ؟ في بالكم السياسة أخلاق ومبادئ و عدالة اجتماعية وطوباويات ؟ الانتخابات مسألة مصالح قبل كل شيء..الصوت الانتخابي يمثل في حد ذاتو سلطة يستعملها المواطن باش يفوض امرو للاشخاص الاقرب لخدمة مصالحو..جانب كبير من التوانسة ما يامنوش بدولة القانون ولا دولة المبادئ ولا دولة العدالة..تفكيرهم الوحيد منصب على المحافظة على القعباجي الي سايد و الّي يضمن لهم تواصل تكريس النظام المافيوزي الي مكنهم من الافلات من المحاسبة..
جانب اخر لا يؤمن إلا بالقوة المتمثلة في المراكز والعلاقات والفلوس..اي نفس ثوري و ديموقراطي يمكن يكلفهم تلاشي مصالحهم والثروات الي جمعوها بالرشوة واستغلال النفوذ..الناس هاذم ما ينجموش يفكرو في مصلحة البلاد على خاطر ما تهمهم في شيء، مصالحهم ما تتأثرش بالركود الاقتصادي ولا بقمع الحريات ولا بتفقير الطبقة المتوسطة ولا بتداعي الاسواق المالية ولا بغلاء الاسعار..هوما فوق الدولة وبالتالي الانتخابات بالنسبة ليهم هي معاودة انتاج النظام المناسب لديمومة مصالحهم…
جانب اخر كذلك ينظر الانتخابات بطريقة بهافيورية سلوكية بحتة..هو ينتخب النظام الي يطمنو على اسلوب حياتو، حتى لو كان نظام فاسد..يعني هذا مواطن مستعد يبيع البلاد بكعبة بيرة..و شوية حرية جنسية..آفاقو بهيمية بحتة..مرعى وتناسل..والله ينصر من صبح..
جانب اخر يختار على اساس الفرز..فرز جهوي مظهري ايديولوجي مبطن بالثقافة والحداثة والافنقاردية..الفرز مبني على علاقة حقد و تشفي من الاخر المختلف..المهم بالنسبة ليه يقصي الاخر، هذا هو الفوز الحقيقي..حتى وان تساوى الجميع في البهامة السياسية وعدم القدرة على انقاذ البلاد، ما يهمش طالما انو الهوكش الاخرين موش في الحكم..الناس هاذم عادة ما يتحدثوش في اوضاع البلاد، اهتماماتهم محصورة في نجاحات اولادهم و سفراتهم و شوية روساتات متاع تارت بالفراز والدعاية لافلام ما شافها حد وشوية تجويح على الزبلة الي ما تهزتش والكياس المكسر والموظفة الي لابسة حجاب و خطبة النقشبندي الي يحرض في جامع في الصومال على الجهاد في بورما..يتذكرو السياسة وقت الانتخابات باش يكملو يدفنو ما بقي من أمل ..قال شنو واقفين لتونس وهوما موقفينها…
الجانب الاخير هوما جماعة بو عشرين ولا بو ثلاثين الي مازالوا عايشين على وقع قافلة تسير وسيد الاسياد الي نحّالهم القمل و خرّج الاستعمار بالحاجة الي تعرفوها...اكبرهم قدرا مطهّر في شعبة..متعود على القفة والطحين بجميع انواعو..كان قبل يبيع روحو بباكو حليب نصفه ماء و سواقر ارتي باش يعيط في الشارع يحيا الزين و يلم المفرخ المقملين معاه واعدهم برحلة لدحدح و ماهزهمش اما ديما يحصلو..رهوط من نفس النوع متاع واحد جيفة تذكرتو توا من ايام الليسي..
واحد ولد حومتنا اكبر منا نعيطولو حسين بخارة خاطر السيقارو كريستال ما يتنحاش من فمو..جاء ليلة في رمضان يقرق بينا باش نشاركو في مسابقة ثقافية ما عندها حتى علاقة بالشعبة وقعد يحلف حتى صدقتو وانا صغير ونافح بروحي وثقافتي ونحب نربح...هزنا في الكار الى منطقة Belle vue و شاركنا وخسرنا وجينا في المرتبة الثانية بعد جماعة المنطقة هذيكه..وقت المرواح ما فماش كيران خذينا تاكسي وقت وصلنا قال استناوني في التاكسي حتى نجيب الفلوس من الدار..كانك من الجماعة تسرسبو واحد واحد وأنا قعدت نستنى حتى رحمني واحد من اولاد الحومة وجاء خلص هو التاكسي ونجمت نروح لدارنا…
امثال الحيوان حسين بخارة مازال منهم برشا وهوما الي يبيعوا مستقبل اولادي و اولادكم بعشرين ولا ثلاثين دينار..و كل انتخابات وانتم بخير..