قال الأوّل: المقهى في تونس كالدّولة في تونس. كلّ شبر فيه مقهى. و كلّ شبر فيه ما يُخبر بحضور الدّولة.
قال الثّاني: أضمن لك أنا الذي جلست في مقاه بعدد شَعر الرّأس أنّها كذب في كذب. و حصولك على قهوة جيّدة في مقهى تونسيّ نظيف بخدمات محترمة أشبه بمعجزة.
قال الأوّل: و أضمن لك أيضا أنا الذي ترعرعت يا لحسن الحظّ في مدارس هذه الدّولة أنّها كذب في كذب. و حصولك على مجرّد الإحساس بأنّك إنسان مواطن في دولة حقيقيّة أسهل منه بكثير حصول معجزة.
قال الثّالث ليؤلّف بين القلوب: لذلك و بناء عليه وجود دولة في تدشين مقهى هو الحدث العاديّ في التّعبير عن هذه السّنوات الشّهباء. هي أصلا دولة لا يقع فيها شيء إلّا بـ" القهوة" و "افرح بيّ".
ثمّ تأكّدا أنّ هذه الدّولة بحمد لله لم تتغيّر. و تدشين مقهى ينضاف إلى المعروف من مكاسبها المغشوشة و المقهى المدشّن قطعا فيه غشّ ما و إلّا ما كان استرعى انتباه دولة الغشّ المعمّم.
قالوا جميعا بعد ذلك: و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.