يعني الكثير لمَن بيدهم سلطة ما دوليّا و إقليميّا.
و للآخرين من الجماهير الحقيقيّة و الافتراضيّة؟؟
ليس أكثر من مجرّد حماس انفعاليّ للاصطفاف هنا أو هناك حتّى إنّك أحيانا و أنت ترى مقادير الحماس في اتّخاذ المواقف تقول إذا كنّا بهذه المبدئيّة إزاء "الممانعة" أو إزاء "الثّورة" فلماذا نحن في هذا الدّرك الأسفل بمعايير "الممانعة" و "الثّورة" معا؟
الأنظمة و المحاورالمتصارعة على أرض سوريا لها أجهزتها الدّعائيّة من تلفزات و إذاعات و صحف و مواقع الكترونيّة تضخّ البروبغندا ليلا و نهارا.
ثمّ كأنّ ذلك لا يكفي فيجيء تونسيّ ليشتغل يدا عاملة من درجة عاشرة في الدّعاية لهذا أو ذاك.
ما أتحدّث عنه ليس متعلّقا بإبداء وجهة نظر من مصاب سوريا، و ليس متعلّقا أيضا بمحاولة فهم لعبة المحاور الدّوليّة و الإقليميّة. و إنّما ما أتحدّث عنه هو الاصطفاف الكامل إلى جهة في الصّراع أو محور يُضحي ألهية عن واقع تونسيّ متدحرج باستمرار إلى الأسوأ.
هواية تونسيّة قديمة كان الطّاهر الحدّاد عبّر عنها في نصّ كأنّه مكتوب اليوم:
"نُوالي اليوم جهودنا منهمكين في نُصح و إرشاد تركيا الجديدة و فارس و الأفغان و الهند و سوريا و مصر و عامّة بلاد المشرق، و نقد أعمال رجالها و لومهم و تقريعهم على الإفراط و التّفريط. و لم ينج من ذلك لا مصطفى كمال و لا أمان الله و لا رضا بهلوي حتّى ليُخيّل إلى النّاظر أنّ لنا عليهم حقّ الرّقابة الشّرعيّة. و لكنّنا بالنّسبة لأنفسنا و في الأرض التي هي أولى بلاد الله باهتمامنا لم نستطع غير بكاء العاجزين المبهوتين من سقوط كرامتهم و خروج أملاكهم من أيديهم إلى الغير، ثمّ مطالبة ذلك الغير بإصلاح ما اختلّ من حياتنا."
الأولويّات مقلوبة. و تونس لم توجد بعد.