جمهور الرافضين للانقلاب ليس حاملا لموقف من قيس سعيّد و25 جويلية فحسب، بل رافض للأسباب التي أدت للوصول إلى محطة 25 جويلية رموزا وممارسات ومواقف وحتى معارك خيضت على حساب معارك الناس خلال العشرية الماضية... وما حدث يوم 25 جولية لم يكن سوى نتيجة لمسار برمته... معارضو الانقلاب هم المعارضة الجذرية لسياسات العشرية الماضية وأكبر ضحاياها طبقيا وحتى داخل أحزابهم بالنسبة للبعض.
- سعيد و"أنصاره الذين يتربصون به" (لم يكونوا سابقا في صفه وليسوا في صفه اليوم، هم فقط "شايخين" على اسقاط خصومهم بوسائل من ما قبل التاريخ) ينفون كل خصومهم ومعارضيهم بشكل يؤسس لموت السياسة... بينما تدعو معارضته للتنافس تحت سقف الدستور "دون تنافي" لا تحت رعب الدبابات أو أجهزة الدولة المختلفة تحت حكم الفرد…
- من "تنادوا" للوقوف في وجه الانقلاب هم أنفسهم (99% منهم) من صوتوا لقيس سعيد في الانتخابات الرئاسية ضد نبيل القروي بينما يصفق له ويهلل من شيطنوه بأبشع النعوت التي حولوها اليوم نحو من يريدون دفعه للعودة تحت سقف الدستور... نفس التهم التي يدمغ بها رافضو الانقلاب اليوم كانت نفس الجوقة تدمغ بها قيس سعيد نفسه الى تاريخ قريب.
- الدساتير لا تحمي نفسها بل الشعوب هي التي تحمي دساتيرها... وهذا جوهر ما يطلبه الرافضون للانقلاب بينما خرج غيرهم للنهب... لم يتحصلوا على أية مصالح/مكاسب من العشرية الماضية سوى حريتهم.
الـ"مواطنون ضد الانقلاب" حالة سياسية رافضة لـ24 جويلية ولـ25 جويلية.. مازالت تنضج على نار ملتهبة.. ولكنها ليست "تنظيما" ليقفز المهرجون للحديث باسمه ولا هي "فعل صامت" تجاه محاولات تشويهه (من داخله ومن خارجه)..
- الشعب يسبق نخبته بسنوات ضوئية... كان كذلك سابقا وهو كذلك اليوم وسيكون كذلك في المستقبل…