الطاقة هي من مقومات التنمية والسيادة، مرت بأزمات عديدة على المستوى الدولي، من ذلك الازمة الاخيرة التي نعيشها والتي دفعت العديد من الدول الى مراجعة سياستها فركزت فيها على الامن الطاقي، وتنويع التزود والموارد، والضغط على التكلفة، والكفاءة الطاقية في التزود وفي الطلب، وتشجيع الموارد الطاقية المحلية وعلى رأسها الطاقات المتجددة.
ماذا يمكن فعله على مستوى تونس؟
الوضع الطاقي الحلول المطروحة؟
الطلب على الموارد الاولية للطاقة يكاد يكون مناصفة بين النفط والغاز، مع عجز طاقي يقترب من 60% وفي تصاعد (اذا استثنينا بعض التحسن لفترات قصيرة). الانتاج المحلي من الغاز الطبيعي (تقريبا نفس الشيء للنفط) يمثل 40% من الاستهلاك وأكثر من 70% من الاستهلاك من الغاز هو لإنتاج الكهرباء.
الحلول الشاملة لموضوع الطاقة تتطلب بناء سيناريوهات لتطور الطلب، وبعض الافتراضات لمزيج الموارد الممكنة مثل تحقيق 30% من الكفاءة الطاقية في التزود وفي الطلب، التسريع في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح (حاليا 35% في 2030)، تشجيع الانتاج الذاتي للكهرباء، تطوير مواردنا المحلية التقليدية من النفط والغاز (خليج قابس، في البحر وفي الجنوب)، وأخيرا التوريد من الجزائر او الغاز المسيل (بناء القدرات لاستعمال الغاز المسيل). …
برنامج وطني للإنتاج الذاتي للكهرباء:
أريد هنا التركيز على الكهرباء الذي يستهلك حصة الاسد من الغاز والذي يشهد صعوبات في التزود بالغاز وبالكهرباء خاصة في أوقات الذروة الصيفية وصعوبات إضافية في شبكة توزيع الكهرباء.
حسب رأيي نستطيع التخفيف سريعا على منظومة الكهرباء انتاجا وعلى شبكة الكهرباء نقلا وتوزيعا بتوسيع وتسريع مشاريع الانتاج الذاتي على عين مكان الاستهلاك (الشمس الكهروضوئية).
فعندما ننظر على مستوى دولي نرى ان المحطات الكبرى الشمسية تمثل اكثر من ثلثي القدرة الكهربائية مع قدرة انتاجية اعلى وسهولة ادارة الانتاج، وتكلفة اقل من الانتاج الذاتي، لذلك جل الدول اعطت الاولوية كمرحلة اولى للمحطات الكبيرة، ولكن هناك استثناءات، اذكر منها الفيتنام (منذ 2019، اضافت اكثر من 16,5GW من الطاقة الشمسية منها 7,8GW فوق السطوح) واستراليا (اكثر من 30% من المنازل عندهم الطاقة الكهروضوئية بقدرة كهربائية تجاوزت 11GW، المحطات الكبيرة لها قدرة ب 7GW))، واليابان، والمانيا.
ايضا في تونس ولأسباب مختلفة نجد تقدما للإنتاج الذاتي (126MW آخر 2021، مع الاسف حاليا حسب الستاغ حوالي 70% يشحن الى الشبكة) على المحطات المتوسطة (بين 30 و 40MW?).
وكما هو معلوم الانتاج الذاتي يتميز بقدرة اكبر على التشغيل، واسرع في الانجاز، ومن شأنه ان يخفف على حمل الشبكة اذا كان الاستهلاك على عين مكان الانتاج.
كنت ادفع الى تقديم المحطات الكبيرة للأسباب التي ذكرتها اعلاه، على ان يكون الانتاج الذاتي المرحلة (أو الاولوية) الثانية.
لكن أمام البطىء الكبير الذي تشهده برامج المحطات الكبيرة، اقترح ان نبادر ببرنامج طموح للإنتاج الذاتي بقدرة كهربائية ب 1000MW على اربعة او خمسة سنوات (9% من الاستهلاك الحالي، بعض الدراسات تقول ان الشبكة الكهربائية قادرة على استيعاب وادارة الى 20% من الانتاج الموزع (الذاتي) بدون صعوبات كبيرة).
في هذا البرنامج نعطي الاولوية القصوى وبدعم اكبر للمشاريع التي تستهلك على عين مكان الانتاج (مثلا التي تستهلك اكثر من 80% على عين المكان)، في الصناعة، والتجارة، والفلاحة، والادارة، والسياحة والمسكن، …
ومن الافضل ان ننتقل الى دعم الانتاج عوضا على دعم اللاقطات، مع الترفيع في الدعم، فهذا التمشي كما هو معلوم اكثر نجاعة في توجيه الدعم الى الهدف النهائي وهو انتاج الكهرباء الشمسية على عين المكان، كما يقلص هذا التمشي من الاستعمال العشوائي.
البيانات:
البيان الاول: دوافع ومحركات الانتاج الامركزي للكهرباء (PV) الانتاج الذاتي،
البيان الثاني : نسبة الانتاج الامركزي للكهرباء (PV) في المناطق الكبرى،
"ولكم سديد النظر".