الأخبار الواردة من ليبيا تؤكد أن السياسيين التونسيين الذي ساندوا حفتر في الوقت بدل الضائع، فضلا عن كونهم أضعف ما يمكن في قراءة التحولات الإقليمية، فإن الخشية كل الخشية أن يفوّتوا على تونس فرصا لتحقيق مصالح تعود بالنفع على الشعب التونسي في مرحلة اقتصادية حساسة تمر بها بلادنا.
أصحاب المنطق الأعوج القائم دائما على ثنائية أيهما أحسن حفتر أم السراج عليهم إن كانت تهمهم مصلحة تونس فعليا- وأنا صراحة أشك في ذلك - أن يعكسوا السؤال كيف يمكن في ظل هذه التحولات المتسارعة أن نضمن مصالح تونس مع جار تربطنا به تاريخيا معاملات تمثل شريانا حيويا للاقتصاد التونسي.
ماعدا ذلك هو مضيعة للوقت ونزيف للاقتصاد التونسي وإجرام في حق التونسيين باعتباره يمس من قوت عدد كبير منهم، لأنه لا أنظمة البراميل المتفجرة التي يواليها فيلق من هؤلاء، ولا الدول التي ضخت مليارات الدولارات لدعم الثورة المضادة التي يتمعش منها حلفاؤهم الجدد، قادرون على إفادة تونس وإنعاش اقتصادها،
فقط هم قادرون على تخريب اقتصادنا بنخب مرتزقة قابلة للبيع والشراء وجربت في السياسة لعقود وكانت أداة اساسية في تفويت الفرص على تونس والمساعدة على نهب ثرواتها.