انتهت نخبة تونس الكلاسيكية وانتهت أساليبها، وفقد خطابها معناه، وماتت قبل الأجل شخصيات طالما شحنت الأذهان بالحديث وقلة الفعل. لم تؤمن هذه الشخصيات بالحرية فعلا، لذلك فرطت فيها بسهولة، وهذه مرحلة دفع أثمان العبث بالحرية.

وبينما توافد أغلب القادة العرب والمسلمين على الرِّياض، قرر الرئيس سعيِّد إيفاد الوزير النَّفطي للتَّدابير الاستثنائية للخارجية في أضعف تمثيل دبلوماسي للقمَّة.. وآثر البقاء في تونس لإحياء عيد الشجرة والتجوال في هنشير النفيضة مدفوعا "بعدد غير قليل" من الوشايات التي تهاطلت على مكتبه..

للأسف الشديد، تحول موكب القسم الدستوري إلى طقوس مبايعة، وباجترار خطاب تآمري شتائمي تهديدي لتقسيم التونسيين بدل توحيد الشعب والأمة والدولة، وبالإثقال المرضي للماضي وتأليه لحظة 25-07-2021 وصاحبها، وبتكرار شعارات عدمية لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تصنع الأمل ولا تساهم في بناء المستقبل.

هل يوجد في المعارضة طرف مستعد وقادر، تقنيا وتنظيميا، على حكم البلاد ومعالجة أزمتها المركبة؟ الإجابة هي لا. قطعا، لا. إذن، هل من مصلحة البلاد أن يصعد أحد المعارضين إلى الحكم. الإجابة هي لا.

وفي هذه المتاهة، يتربص الارتياب في كل زاوية، ويتغذى على ظلال الشك والخيانة. ويصبح الرجل مقتنعاً بشكل متزايد بأنه محاط بالأعداء، سواء الحقيقيين أو المتخيلين، وهو ما يعزز عزلته ويزيد من تشويه نظرته للواقع. في هذه الديناميكية، غالبًا ما تؤدي محاولاته للسيطرة على السرد إلى مزيد من التفتت. وكلما أكد على

الاستاذ أمين محفوظ القامة الشامخة في القانون كما يقدمه اعلامنا عوض ان يعتذر عما اقترفه في حق البلاد والعباد فالاعتذار من شيم الكبار عوض ذلك يغسل يديه من كل اخطائه كما غسل بلاطس الحاكم الروماني يديه من دم المسيح وهو المتورط في قتله .. من الغريب ان الأستاذ بكامل اللامسؤولية الأخلاقية يحمل وزر كل زلات

هو الحقيقة سي زهير كلامك وموقفك هو اللي يخوّف.. كلمتك تنجم تكون عادية ومنطقية في حملة انتخابية عادية و طبيعية.. لكن فاتك يا رجل اننا ابعد ما يكون عن ذلك