النواب في برلمان قيس سعيد الذين يريدون منع مغادرة الكفاءات الشبابية للبلاد بفرض رسومات و خطايا ما أتى الله بها من سلطان إنما يكرسون في الواقع العقل الإستبدادي المتمكن من العديدين في مجتمعنا.
هذه ظاهرة مرضية لمجتمع فقد ثوابته و فقد بوصلته و جعل من الذين يصلون لأي سلطة صغيرة أو كبيرة مستبدين جدد يتسابقون في إلحاق الضرر بالآخرين و رأينا ذلك سابقا عند الجامعيين عندما ينتخبون رئيسا لهم في الجامعة كيف يتحول هؤلاء إلى مستبدين ..
و الأمثلة عديدة لو سمح لنا بذكرها المرسوم القابر للحريات ... هل هذا نتيجة منظومة تربوية فاشلة ام هي رواسب قرون من الإنحطاط ؟
المباركة الشعبية للإستبداد ظاهرة لا تقل مرضية عن الأولى ..يغذيها شعور الفشل و التهميش المجتمعي السلبي.
كان من الأجدى أن يسأل هؤلاء النواب عما توفره الدولة كفرص نجاح لهؤلاء الشبان و مدى إستجابتها لطموحاتهم.. كان من الأجدى أن يطلع هؤلاء النواب على الكم الهائل من الدراسات المتوفرة في الموضوع ..
أما و لأن الموضوع هو شعبوية خطاب يستبق الشعبويات المسيطرة فإن المنطق و العقل المغيبان لن يزيدوكم الا : " و إعلموا أنكم ضربتم أخياركم" ..