الزّج بالتلاميذ.. "الأكمة تخفي ما ورائها"

Photo

استهجن معظم المجتمع المدني والمواطنين حركة الاستعمال الرخيصة التي قام بها الحزب الحاكم لأطفالنا، في إطار بروباقندا بالية تعود لبدايات القرن الماضي (ذاكرة الرئيس نشطة في تلك الحقبة). نعلم أنه نظام أحمق.. لكن ليس لدرجة ان يضع أنفسه وبطريقة مجانيّة في مواجهة سيل من الاستنكار.

وهو ما يجعلني على يقين أن ما حصل يجب أن يقرأ من زاوية "أخف الأضرار". فما هي الأضرار الجسيمة التي أخفتها أكمة إخراج التلاميذ عنوة من مدارسهم؟

هذه الزيارة التي خُطّط لها منذ مدّة، تندرج ضمن عمليات استرجاع للمعاقل الانتخابية، فلا يخفي على أحد الجفوة الحاصلة بين مراكز النفوذ السياسي والاقتصادي في الساحل والباجي قائد السبسي بعد انتخابات 2014، كيف لا وقد استفرد "أبن أبيه" بالحزب وقدّم بطانته والملتحقين حديثا بالحزب بـ"مقابل"، على حساب المؤسسين والممولين.

كل المؤشرات كانت تنبؤ أن للجفوة آثارا على الشارع خاصة مع استحواذ سكان الضاحية الشمالية وذوي السلالة الشركسيّة على مفاصل الحكم، شهادات حيّة من ثقاة وأصدقاء في سوسة أكّدت عدد الحاضرين الضئيل، والغير متناسب مع زيارة رئاسيّة حسب "التقويم النوفمبري".

هنا تدفّقت المقترحات من عقول تربت على تسخير إمكانيات الدولة في خدمة الحزب، فأقترح أحدهم تسخير حافلات وزارة النقل كما كانت العادة لاستجلاب ديكورات التصفيق، لكن رجحت كفّة وزير له باع و ذراع في هذا الميدان ومعيّن حديثا على رأس وزارة التربيّة، استفتح عهده السعيد باختطاف الأطفال و التلاميذ من مدارسهم ليغطي بهم مساحات الفراغ على مسار رحلة الرئيس المفدى، رضي النداء بتجرّع سّم فضيحة إخراج التلاميذ من مدارسهم، كي يخفي فضيحة أكبر، فضيحة تعرّي حجم النداء الحقيقي في الواقع بعد أن خبر المواطن زيف وعوده الانتخابية.. فضيحة تزيل الطلاسم الزرقونيّة التي لازال ينفذ سحره من خلالها في العقول المغيّبة.

فضيحة كانت ستزيد من الفجوة بين الحزب الحاكم والمواطن الذي دبّ فيه اليأس. لن ينخدع الشعب مرّة أخرى بمساحيق البروباقندا الرخيصة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات