"المادية الكروية" تقول إنه لا "قرينتة" ولا "عقلية" ولا "أولياء صالحين" (ربما كان الناموس اليوم...ههه) وإنما الإمكانيات الفنية والبدنية والحضور الذهني (كبنية فوقية) الناتج عنهما هي التي تعمل الفارق ...الحظ والحكم (لا ننسى أن انكلترا استحقت اليوم ضربة جزاء أوضح من الهدية الانكليزية التي صفرت لنا) يمكن أن يكونا معك في مباراة واحدة ضد منطق القوة والعدالة الكروية ولكن ليس طيلة دورة كاملة…
بحثنا عن التعادل (وهذا حساب واقعي جيد وعقلاني يتطلب وعيا تكتيكيا دفاعيا متوفرا بالغريزة في اللاعب التونسي) فجنينا الهزيمة، لافرق في الكرة بين الدقيقة الأولى والدقيقة الأخيرة ولا تلوموا رجاء اللاعب الجيد عموما محمد أمين بن عمر، لأن الهدف الثاني القاتل في الأخير كان إثر كرة ثابتة، ويتحمل مسؤوليته الفريق ككل بما فيه الحارس الذي أتشاءم شخصيا من تواجده في أي فريق منذ كان في الإفريقي،
كما أن نبيل معلول لم يتمكن من معالجة ما لاحظه في المباريات الودية من ضعف في التغطية الجانبية تفاقمت في الجهة اليسرى مع الأداء الكارثي اليوم لعلي معلول، مع الإشارة إلى أن لاعبي انجلترا لم يكونوا في يومهم وأضاعوا فرصا لا تضيع …
تحية إلى الحارس الواعد معز حسن في الدقائق القليلة التي لعبها حتى في لقطة الهدف الأول حيث لا تغطية دفاعية كالعادة بعد تصديه الرائع على خط المرمى في الهواء وتمنياتي له بالشفاء العاجل، وتحية ثانية لفخرالدين بن يوسف "المقاتل"...أما البدري والسليتي فقد طلب منهما المدرب دورا دفاعيا أكبر من طاقتهما أفقدهما وظيفتهما الهجومية الاعتيادية…
الهزيمة في كلمة منطقية ومستحقة، والفوارق الفنية الشاسعة والمعروفة مسبقا (حتى بقيمة اللاعبين وأنديتهم المحترفة الكبرى) لن تضمحل لمجرد أننا نلعب في دورة كأس العالم...غياب المساكني (أحسن لاعب تونسي والمساهم الأبرز في ترشحنا)، وبدرجة ثانية الخنيسي، مؤثر جدا على مردودنا الهجومي الضحل بل المعدوم ولم نستطع تعويضهما مع الأسف (صابر بن خليفة مخيب جدا للآمال، والخزري عائد من الإصابة)…
لو جازفنا اليوم أكثر، مع عجزنا فعليا عن المجازفة، لكانت النتيجة برأيي مضاعفة… سنفتح اللعب مع بلجيكا وسنرى…طيب ، المهم الإمتاع في الأداء … ولكنه أيضا يتطلب القدرة وليس "بالقدرة"…وفاقد الشيء لا يعطيه…
ومع كل ذلك ستنبض قلوبنا في المباراة الثانية بأكثر قوة وأمل ضد منافس أصعب لعل وعسى "نسرق" الفوز لأن التعادل لن يضمن ترشحنا إلى الدور الثاني الذي وضعناه غاية في هذه المشاركة الخامسة …وفي كرة القدم الساحرة كل شيء ممكن رغم أنف "المادية الكروية"…