أقوى مباراة شاهدتها إلى حد الآن في كأس العالم سويسرا ضد صربيا ...حرب سياسية وليست مباراة كرة قدم ، شاكيري وتشاكا (من أصول ألبانية كوسوفية ) وبدافع ثأر قومي ملتهب أهديا بهدفين جميلين الفوز لسويسرا فكانت الفرحة والشماريخ في شوارع تيرانا وبرشتينا أكثر من برن وزوريخ وجنيف، بعد أن رفع اللاعبان المذكوران شعار النسر، الرمز القومي الألباني، في وجه الجمهور الصربي والجمهور الروسي المتعاطف مع صربيا وكان استفزازا لاذعا مع ارتداء شاكيري حذاء به علم كوسوفو…
أسطورة النسر وأبناء النسور، التي يرتبط بها اسم ألبانيا نفسه (شكيبيريا) وما أبعدها عن تسمية "نسور قرطاج" الافتراضية، شعارها ترفعه أيضا، بفتح اليدين متشابكتين كجناحين، إحدى أشهر المغنيات الصاعدات في العالم "دوا ليبا" البريطانية أصيلة كوسوفو وما أقوى اعتزاز المهاجرين الألبان ولا سيما من كوسوفو بأصولهم…
التحكيم كان إلى جانب سويسرا في لقائها الناري ضد صربيا وكذلك في مباراتها الأولى غير المتكافئة فنيا أمام البرازيل (هدف ضد البرازيل إثر خطأ من المهاجم على المدافع وضربة جزاء أوضح من الشمس للمهاجم البرازيلي لم يقع احتسابها) وقد انتهت بالتعادل وبالصدفة رئيس الفيفا من سويسرا (يعني المحاباة و الفساد لم ولن يغادرا الفيفا)…
ولا ينبغي الاستهانة بدور التحكيم في تغيير مجرى عديد المباريات في هذه الدورة من كأس العالم بما فيها مباراتنا اليوم ضد بلجيكا حيث لم يكلف الحكم الأمريكي (من أصول مكسيكية) نفسه عناء الاستعانة بفيديو المراقبة للتثبت في صحة ضربة الجزاء التي صفرها مبكرا ضدنا كما كان الحكم المنحاز ضد المغرب في مباراته الثانية أمام البرتغال أمريكيا (بعد الصراع المغربي الأمريكي على تنظيم كأس العالم 2026) .
واليوم أيضا كان الحكم منحازا إلى ألمانيا في مباراتها ضد السويد خصوصا في الشوط الأول (يبدو أنه تم توجيه ملاحظات له بين الشوطين) فقد حرم السويديين من ضربة جزاء فاقعة كان يمكن أن تجعل النتيجة 2 ـ 0، وهو ما أتاح لأضعف منتخب ألماني منذ عشرين عاما بالعودة في النتيجة ثم الانتصار المستحق في الشوط الثاني بعد الانهيار البدني للمنتخب السويدي (لا علاقة للمسألة بأي عقلية ألمانية جبارة ولا إرادة فولاذية من دون جاهزية بدنية)…