عاجل.. الرئيس "مسكون"

Photo

كان من الواضح ان السبسي وحين استقبل الغنوشي في لقاء الفراق، لم يكن ينوي على الحلول الوسطية، ولا كان يبحث عن مقاربة تتماشى وما دأبت عليه الساحة التي اعتمدت منذ 23 اكتوبر 2011 على عنصري المرونة والانتباه، بل كان يصر على ان الانحياز يجب ان يكون لابنه على حساب الشاهد، ليس ذلك فحسب، وانما كان يهدف الى مصالحة مع ابنه ترفعه الى مرتبة المرشح الاول لرئاسيات 2019، ولما كبر الامر على الغنوشي، واقترح ترميم العلاقة مع الشاهد واكد استعداده للوساطة، انهى السبسي الحوار وأعلن الفراق.

اصر الغنوشي بعدها على المضي في سياسة التوافق، واصر الباجي على قطعها بالكلية، غير ان الامر لم يتوقف عند الشروط الركيكة التي ترغب في رفع السبسي الصغير الذي فشل في الترشح للرهان على نيابة في الخارج، الى مرتبة رئيس تونس في مرحلة هي الاهم والادق في تاريخ البلاد، بل توغل الرئيس في الانهيار السلوكي حتى وصل الى اعتماد سياسة التدمير الممنهج، ربما على امل ان يجبر خصوم حافظ على الاستسلام واعلان البيعة تحت ضغط الخوف على تونس وثورتها ومصير اجيالها.

كل المؤشرات تؤكد ان الرئيس يعيش مرحلة الــــــ"مس"! نعم لا يمكن ان تكون التصرفات التي يؤتيها ناتجة عن جني تجمعي ولا جني دستوري ولا حتى عن جني عبثي انتهازي اناني، كل أولئك مهما تعاظمت شرورهم، تبقى نسبية مقارنة بشرور الطاعون الاكبر، لذا الراجح بل المؤكد ان الرئيس تلبسه جني وطـــدي، حيث لا يمكن لأي حساسية أخرى مهما كانت وقاحتها ونذالتها ان تفتح باب القصر السيادي الأول في البلاد امام كبار السفاحين، ثم تفتحه أمام المناكفات الحزبية الضيقة، وتفتحه في وجه زمرة امتهنت تغذية الاشاعات ومنها الى بث الفرقة وزرع الفتنة، ثم تفتحه لاحتضان اجتماع يتدارس حذف آيات من كتاب الله..

هو إذا جني من فصيلة الوطد، والدليل انه نَخَصَ السبسي وحرّضه على حذف اجزاء من القرآن الكريم، وذلك ليس من داب جميع فصائل الجن، ثم أي فصيلة أخرى من الجن تنتقم من نجاح غيرها بصنصرة الوطن وصنصرة القرآن وصنصرة النسيج المجتمعي وصنصرة الثورة وصنصرة الاقتصاد..

مَن مِن فصائل الجن يفعل ذلك غير فصيل "وطدتش آي في" شهر وطديدز.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات