- وأنا أشاهد هذا العراك الأيديولوجي القديم الجديد في بلاتوهات الإعلام وصراع الديكة بين أطراف سياسية متناحرة منذ القدم وتونس تمر بأحلك فتراتها الاقتصادية والمالية، لا أقدر إلا أن أقول أنه الإنهيار لما تبقى من اقتصاد في بلدي العزيز.
- فيقوا، فيقوا، فيقوا يا أحزاب، يا إعلاميين، يا كرونيكورات ويا من اتبعهم وهيّأ لهم الأجواء ويا من يصب الزيت في النار لتأجيج الصراع الإيديولوجي كفوا عن هذا وافتحوا قلوبكم وعقولكم لهذا الشعب الكريم رانا فدينا وقلقنا من وسئمنا من ضراعكم اللي ما يعنيناش، أوووووف أنه القرف بعينه.
- افهموا أن المستثمر لا التونسي ولا الأجنبي لن يستثمر في هذه الأجواء المشحونة بالكره والحقد والذي قد يؤدي لا قدّر الله الى الاحتراب والاقتتال ولا المؤسسات المالية المانحة يمكنها أن تغامر بأموالها لبلد أقصى اهتماهه هو تصفية الحسابات السياسية الضيقة بين الأحزاب.
- كلنا نريد الإصلاح، كلنا نريد القضاء على الفساد لكننا لا نريد القضاء على المؤسسات، لا نريد هدم البيت على أهله، لا نريد القضاء على تونس العزيزة. اللي عمل بيدوا ربي يزيدوا ولا نعمم، تونس فيها الصالح وفيها الفاسد. كل الأحزاب السياسية بدون استثناء فيها الصالح وفيها الفاسد. كل المؤسسات القديمة واللي بنيناها بعد الثورة فيها الفاسد وفيها الصالح. كل الفضاءات الاعلامية فيها الفاسد وفيها الصالح. كل الإدارات التونسية فيها الصالح وفيها الفاسد. الخطر الكبير هو التعميم.
- ما نجموش نقولو مثلا التلفزة الوطنية واللي هي مكسب كل التونسيين بكلها فاسدة ضربة وحدة ففيها الصالحون وهم كثيرون لكن فيها كذلك الطالحون، وما نجموش كذلك نقولوا أن حزب الشعب أو التيار أو النهضة أو العمال أو غيرها من الأحزاب أو بعض القطاعات كالقضاء أو المحاماة أو بعض المنظمات كالإتحاد أو منظمة الأعراف بكلها فاسدة، هذا الإتهام الجماعي خطر كبير على البلاد قد يدفع الى الاحتراب والتقاتل ولن يستفيد منه إلا الفاسدون.
- الفاسدون متواجدون في كل الأحزاب، في كل المنظمات، في كل القطاعات، في كل المنظمات، في كل الفضاءات الاعلامية واللي يعمل بيدو ربي يزيدو واللي سرق أموال الشعب الكريم وإلا تخابر مع الأجنبي ضد مصلحة بلاده واللي تسبب في هلاك البلاد وخرابها مهما علا شأنه تحاسبه المؤسسات والمؤسسات المختصة فقط. وإلا خلي نقولوا للعالم أنه ما عندناش مؤسسات وهذا يعني ما عنداش دولة وكل واحد ياخو حقو بيدوا، وتعم الفوضى البلاد وتولي ممتلكات الأشخاص والمستثمرين والممتلكات العامة غير مضمونة. عندها ما نلوموش رواحنا كيف يهرب علينا المستثمر التونسي والأجنبي خوفا من مناخ أعمال غير مطمئن. وما نلوموش رواحنا كيف ترفض المؤسسات الدولية المانحة مساعدتنا وما نلوموش رواحنا كيف نلقاو شبابنا بطّالة على خاطر الاستثمار هج من البلاد ونلوموش أرواحنا كيف الأسعار تطلع بصورة جنونية وما نلوموش ارواحنا كيف أولادنا يحرقوا وإلا يهجوا لبرة.
- فما شكون يقول طز في المؤسسات الدولية التي تتشرط علينا، أحنا عندنا سيادة وطنية، طز في المستثمرين راهم الكلهم فاسدين، توة نلقاو حلول تونسية تونسية. كلام جميل، أمّا فهموني كيفاش باش نلقاو حلول واحنا منقسمين، مشتتين، كل واحد يحسب روحو كان هو النظيف وغيرو كلهم فاسدين، فهموني كيفاش باش نحلوا المشاكل اليومية للتونسيين واحنا ناصبين يوميا البلاتوهات باش نبثوا كان في الكره والحقد والعراك بين التونسيين وناسيين هموم التونسيين ومستقبل البلاد والبطالة والأسعار والمديونية وغيرها من المشاكل اليومية.
- ريتوا كيفاش السياسة تؤثر على الاقتصاد والاقتصاد يحب السياسة اللي تتسم بالهدوء والتجميع لكل التونسيين والحب والود واللي تبعث رسائل إطمئنان للمستثمر في الداخل ولشركائنا في الخارج. المشروع الاقتصادي أو الرؤية الاقتصادية اللي احنا نحبوا نقدموها لصندوق النقد الدولي واللي ما ينخرطش فيها كل التونسيين، كل التونسيين بدون استثناء ما تنجحش ومآلها الفشل.
- وبالتالي أدعو كل الأحزاب، كل المنظمات، كل الفضاءات الإعلامية، كل السلط وخاصة رئيس الجمهورية، أن مصلحتنا واحدة وهي انقاذ معيشة التوانسة من الانحدار، إنقاذ شبابنا من البطالة ومن الحرقة، إنقاذ مؤسساتنا الاقتصادية من الإنهيار، إنقاذ دولتنا من التبعية ومن المديونية وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بالوحدة الوطنية حول هذه الأهداف السامية واللي عندو شهوة (الإجهاض على خصم سياسي، تصفية حسابات ايديولوجية، حسابات شخصية) يعملها في عشاه. غير ذلك فإنه الإنهيار، الإنهيار والخراب الذي لا بعده خراب.
اللهم فاشهد أنني قد بلغت.