اليوم سامحوني باش نتكلم شوية سياسة على خاطر اللي قاعد نسمع فيه يمسني كتونسي ويهم برشة مستقبل أولادي وإن شاء الله نكون غالط. نوروني يا أهل السياسة :
بصراحة عندما أستمع الى الأستاذ الصادق بلعيد، أخاف على مستقبل بلدي :
- سي الصادق قاعد يعطينا في محتوى الدستور الجديد قطرة قطرة في غياب تام للجنة القانونية بمقتضى المرسوم ويحب يقول لنا أن الدستور ما زال ما تكتبش. على شكون باش تجد هذي ؟
- الكلام متاع سي الصادق فعلا يخوّف : صلا حيات غير محدودة لرئيس الجمهورية وما عادش فمة حكومة بل هيئة حكومية دورها تقترح على رئيس الجمهورية السياسات الاقتصادية والاجتماعية وما تنجم تتعدى إلا إذا كان الرئيس موافق عليها في غياب تام للهيئات الدستورية الرقابية ودور البرلمان هو انتاج القوانين .......، بالطبيعة القوانين اللي تعجب رئيس الجمهورية.
- يقول سي الصادق كذلك أنه في الدستور الجديد يلزمنا ننساو الدور الاجتماعي للدولة، يعني الدولة الاجتماعية وهذا تمهيد الى المرور بقوة الى الاصلاحات الاقتصادية الكبرى كما يتصورها صندوق النقد الدولي، يعني رفع الدعم وتجميد الأجور وبيع المؤسسات العمومية وهذا واضح في برنامج الاصلاحات الكبرى للحكومة وكأن رئيس الجمهورية موافق كليا على البرنامج بالرغم من أن هذا البرنامج تجاهل كليا ما اقترحه هو من شركات أهلية وصلح جزائي. أنا عندي شك انه لم يقرأ هذا البرنامج ووقت اللي يقراه توة يقول لنا موش موافق عليه كيما قال لنا على ميزانية الدولة لسنة 2022 أنه موش موافق عليها، لكن بحكم ضيق الوقت عدّاها.
- هذا الكل وسي الصادق ما زال يقول أنه ديمقراطي ولا يمكن أن يسمح بالعودة للدكتاتورية، إما لا هذا شنوة ؟
- الدستور يقوم على التعاقد والتراضي وقت اللي أغلب مكونات الشعب التونسي مقصى من الحوار والمشاركة في هذا الدستور، وينو التعاقد ؟ وينو التراضي ؟ ما هوش دستور على المقاس ؟ مقاس رئيس الجمهورية وكأن رئيس الجمهورية سيبقى أبد الدهر.
- عندي إحساس والله أعلم، وإن بعض الظن إثم، أن الدستور الجديد مكتوب حتى قبل 25 جويلية وفيه كل الشهوات السياسية لأستاذنا الصادق بلعيد واللي دائرين بيه وما نحكيش على المدعويين في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية خاطيهم، جايبينهم باش يكبروا بيهم المحفل.
هذه بعض الخواطر اللي حسيت بيها ها الصباح كتونسي وأنا نسمع في سي الصادق بلعيد وان شاء الله نكون غالط، صلحولي باش ما يأثرش هذا الإحساس على قراءاتي الاقتصادية والاجتماعية اللي نحبها تكون بعيدة على الجوانب السياسية ولو أنه لا اقتصاد بدون سياسة خاصة وأن السياسة هي الأرضية اللي تمكّن من إنفاذ الاصلاحات الاقتصادية وحتى الكتب العظيمة اللي تكتبت في الاقتصاد هي في الاقتصاد السياسي. والله أعلم.