ألم يدع حمّاهم إلى قطع الطّريق؟! ماذا تنتظرون من قطّاع الطّرق أن يعلّموا أجيالهم!؟
صدّقوني! حالهم يدعو إلى الحزن والشفقة أكثر ممّا يثير في النّفس مشاعر السّخط والغضب!
هؤلاء هم فعلا مساكين مغيّبون، تعرّضوا لأبشع عمليّة غسل دماغ وسلخ قيمي وحيونة كاملة وهم في عمر الضّياع!!
حين استمعت إلى شهادة مايا القصوري ذات يوم عن حياتها، شدّ انتباهي ماذكرته عن ذلك الأستاذ اليساري الذي تلقّفها في سنّ المراهقة وهي اليتيمة المتوحّدة، وحاصرها بالكتب الحمراء وثقافة الحقد الأحمر، فصارت ما صارت عليه اليوم!
والله العظيم يومها أشفقت عليها، ولمت نفسي على كثير من قسوتي في الحكم عليها!! أدركت أنّها هي أيضا ضحيّة، وكم من المجرمين، هم في الأصل ضحايا!!
إنهم بائسون ويائسون ولا يخيفون أحدا، سيقضون أعواما في التجنيد الايديولوجيّ العبثيّ، ثمّ تسحقهم رحى الواقع وتعيدهم إلى الضياع والشذوذ حتّى يتهرّؤوا مع الزمن كالأحذية الرخيصة!
هذا ما يفعله يسار الهمل والقمل بأبنائكم…
مسكينة تونس!