من حيث الشكل
ارتباك وتوتر رغم محاولة اخفاء ذلك وتجنب النظر الى الكاميرا لعدم القدرة على مواجهة المشاهد. استعمال الفرنكو أراب وهو أمر غير مقبول من أي مسؤول في الدولة وخاصة أن الحوار كان موجها مبدئيا لعموم الشعب. غياب كلي لأي كاريزما وللقدرة على الاقناع وهذا أمر طبيعي من سليل الادارة.
من حيث المضمون
- غياب أية رؤيا لمعالجة الكوارث التي تعيشها البلاد وبالتالي عدم الاعلان عن أي قرارات جريئة واستثنائية في وضع استثنائي بامتياز بل كم هائل من الأكاذيب وأبرزها.
1- سبق لوزارة الصحة الاعلان مؤخرا عن صرف 50 مليار فقط من صندوق 18/18 ومنذ أيام صرح ممثل الاتحاد في لجنة التصرف في أموال الصندوق بأن جزءا من ذلك المبلغ تم تحويل وجهته وصرفه فيما هو محمول على الدولة (أجور المتعاقدين - اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث …) وصبيحة اليوم يتمسك وزير الصحة بأنه تم صرف مبلغ 50 مليار وبقي مبلغ 150 مليار في الصندوق وهذا تكذيب لما جاء في حوار المشيشي كما تمسك الاتحاد اليوم بموقفه بخصوص تحويل وجهة جزء من أموال الصندوق مؤكدا حيازته لما يثبت ذلك.
2- حسب المشيشي انخراط جل المصحات والمخابر الخاصة في مجهود الدولة لمجابهة الجائحة والحال أن هذه المؤسسات الخاصة مثلها مثل الدلة تستثمر في الجائحة على حساب صحة وحياة المواطن والدولة لن تتجرأ على تسخير تلك المؤسسات مهما بلغ عدد الاصابات والوفيات.
3- المشيشي يصرح بكل صفاقة بأن الحكومة سحبت مشروع قانون اطلاق يد البوليس لتحسينه والحال أنه وفي مراسلة رسمية الى البرلمان طلبت الحكومة تأجيل النظر في المشروع المذكور (في انتظار الظروف الملائمة) ولن تكون هناك ظروف ملائمة لتمريره فالقوى الحية في البلاد ستتصدى له كل مرة بكل قوة ولم يفوت المشيشي الفرصة لمغازلة البوليس وتأكيد حاجته للحماية (ومن سيحمي المواطن الأعزل من البوليس المسلح) ودون أية اشارة الى عربدة نقابات البوليس.
4- على خطى والي تطاوين مؤخرا نفى المشيشي أن يكون حوار الحكومة مع تنسيقية الكامور وكأنها تهمة يريد التبرأ منها وليعلم المشيشي أنه لا خيار لديه الا التحاور مع أصحاب القضية في الكامور أو في الحوض المنجمي أو في غيرهما أما ممثلو الاتحاد وغيره من مكونات المجتمع المدني فليسوا الطرف الرئيسي في اتفاقية الكامور ولا في المفاوضات الجارية وبالتالي كفى مكابرة وكذبا.
- سؤال برئ للمشيشي اذا كان غلق الفانا في الكامور كلف البلاد خسارة ب 800 مليار فأين كانت تصرف تلك الأموال قبل غلق الفانة فهل استفادت منها الجهة والبلاد عموما ؟
- المشيشي يفتخر بأنه ابن الادارة ولكن هل يعرف أن الموظف مهما كانت رتبته ليس الا عون تنفيذ ولا يمكن أن يكون حاملا لمشروع للبلاد خاصة في هذا الوضع الكارثي على جميع الأصعدة.
- المشيشي يصرح انه من عائلة متوسطة ووصوله الى رئاسة الحكومة فيه تحفيز للشباب على أهمية المصعد الاجتماعي الذي يمكن ايصال أي منهم الى ذلك المنصب.
يا سيد المشيشي المصعد الاجتماعي معطل من زماااااااااان والشباب لا يطمح الى كرسيك ولا يعنيه ذلك أصلا فالشباب اليوم يموت في أعماق البحر أو جوعا أو من الكورونا وتطحنه عصي بوليسك الذي تبحث عن تحصينه من المساءلة أما أنت فلست الا لعبة بيد أسيادك في الداخل والخارج ولست سيد القرار.
- وأخيرا وكما قلت يا المشيشي الشعب في حاجة لثقافة تخرجه من ضغط الجائحة ولكن الثقافة التي تقصدها ليست من أولويات الشعب الذي لن يتخلص من الضغط الا برحيل الوجوه البائسة التي أوصلته الى كل الكوارث التي يعيشها اليوم.