لطالما تكفل الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر بإسناد الثورة الكوبية والاشتباك الفلسفي في مواجهة أعدائها حتى عُدّ الناطق الرسمي باسمها. لكنه ساعة زار كوبا هاله مناخ الرعب وغيّر خطابه مطلقا محرضا على أنسنة الماركسية. فمنحه غوغائيو الماركسية السوفييتية المبتذلة لقب "صهيوني" نعم كذا!!!
بالنسبة لي المواطن البسيط:
مثلما حذرتُ (دون وجل من ثورجيي زمن رخاء الثرثرة) من سلوك ساكنة الولايات التي كانت تصوت لمنظومة بنعلي بنسبة 90 بالمئة وحولت نفس النسبة تصويتا لمنظومة النهضة بعد أربعطاش جانفي. فإننا اليوم نحذر من حالة الهيجان نفسه المنتشي بوضع الاستثناء الشعبوي الذي يحمل نذر فاشية مرعبة يجري التمكين لها عبر العسكرة والتعليمات والتنصت على كل التونسيين فضلا عن ترذيل دعائم الديموقراطية وشيطنة رموز الكفاح الديموقراطي زمن الرعب النوفمبري!!!
إن ما تقترفه الميليشيات الرقمية من تنكيل وسحل واغتيال على فضاء الفيسبوك يفتح على الجحيم، بل هو الجحيم عينه.
مثلما لم نرهب ساعة ردعنا النهضاوي عبد الكريم الهاروني عندما هدد بانزال ميليشيات حزبية لإسناد الأجهزة الردعية للدولة التونسية لقمع الانتفاضات الاجتماعية ومنحناه لقب الهاروني بوهراوة فلن نرهب اليوم الميليشيات الجديدة المتحرقة لإشاعة أجواء الارهاب!!!
والله العظيم سأدافع عن عبير موسي (الوجه الفاشي في تقديري) لو تعرضت لمظلمة التعليمات الشعبوية أو ارهاب الغوغاء المنفلتة!!!
أنا اشتراكي ديموقراطي في مواجهة اللبرالية السوقية لكني لبرالي خالص في مواجهة الشعبوية الغوغائية. الشعبوية بوابة أعتى الفاشيات أكانت باسم الله أم باسم الوطن أم باسم الخبز. فما بالك اليوم بمن يشيُد شعبوية باسم الله والوطن والخبز معا !!!
الأعمار بيد الله نعم. لكننا نعتبر أن العشر سنوات التي عشناها بعد ملحمة سبعطاش هي فائدة. كان وارد جدا أن نصاب برصاصة غادرة أيام ذاك. لذلك لن نرتجف ونخرس اليوم خوفا من أجواء الرعب والسحل التي تفرضها علينا الميليشيات الغوغائية في هذا الفضاء في انتظار استباحة الشارع لفرض أجواء الترويع الذي يستنسخ الرعب الغولاغي أو القومجي أو الداعشي!!!
يسقط الاستثناء الذي خرب كل ما بنيناه من روح مواطنية تقاوم عصابة السراق المافيوزية التي سرقت الثروة وسطت على الديموقراطية.