يتعرّض شعبنا في تونس وسائر الأقطار العربية، الى كثير من الارهاب اللغوي طورا والارهاب المادي أطوارا، على أيدي الطّغم التسلطية الشمولية، تارة باسم السيادة الوطنية... وطورا باسم الحداثة....
لم تعرف الانسانية واقعة السيادة الوطنية، الا مع عصر العلاقات الدولية الوستفالية (حق تقرير المصير على قاعدة الأمم بعد قرون من علاقات دولية قوامها حق الفتح على قاعدة الامبراطوريات.)
لم تعرف الانسانية واقعة الحداثة باعتبارها الانتصار لسيادة الانسان (في مواجهة المتألهين في الأرض أباطرة متألهين أو ملوكا مستبدين باسم الاله أو باسم العناية الالهية)، الا على قاعدة الأمم وعاء للتحديث والتنوير والثورة.
واقعتي حق تقرير المصير والحداثة تمّتا على قاعدة الأمة طورا اجتماعيا…..
كل حديث عن السيادة الوطنية أو الحداثة دونما التزام بشروطها (حق تقرير المصير: أي التصدي للعبث الامبريالي بالهندسة الكيانية لأمة العرب التي تعدّ تونس جزءا منها)، هو حديث خرافة وتضليل وبيع للأوهام….
- دولة على انقاض الأمة = اغتيال للسيادة الوطنية والحداثة.
- السيادة الوطنية والحداثة = وعاؤها المنتصر كما أفصحت عنه التجربة التاريخية شرقا وغربا هو الأمة.
- حق الأمة في تقرير مصيرها، نهجه ليست الانقلابات والتسلط والتوريث، وانما أنسنة الدولة الاقليمية بدمقرطتها واعتصارها حتى تفي بأقصى امكاناتها المادية لاشباع حاجات مواطنيها… وساعتها فقط يتبيّن عجزها ويصبح مطلب الوحدة كوعاء للسيادة الوطنية والحداثة الظافرة،مطلبا شعبيا، والمواطنون هم حامله الاجتماعي الظافر….
ـــــــــــــــــــــ حيّ على الانتصار للمواطنة حضنا للمقاومة، ونهجا لتقرير المصير، وبوّابة للسيادة الوطنية وشرطا للحداثة…
غير ذلك تقدّم على طريق مسدود واغتيال للحداثة والسيادة الوطنية، واعتقال للشعوب والأوطان معا…….