بذرة الحقد تلك ثمارها

Photo

صمتي مشوب بالكدر، لكنّي سأصمت.. سألوذ بالصمت ولن أستلّ سيفي أبدا. يا الله.. متى يُدرك كلّ الحاقدين أنّي لا أهوى مُبارزتهم؟ متى تفهم عقولهم أنّي لا أطيق مواجهتهم؟

قلوبهم المريضة تأبى أن تفهم أنّي لا أخشاهم البتّة.. يتراءى لهم العكس.. لا ضير.. أين المشكلة؟ فليكن ذلك.. سأتجاوز سذاجتهم أيضا. لكني فعلا لا أخشاهم.. هم عندي بمثابة أرواح شرّيرة لا حول لها ولا قوّة ما فتئت تحوم حول قصر مُحصّن عتيق قِدم الشجر والحجر تُريد اقتحامه لكنّها أطياف وهنة لا تقوى حتّى على اختراق جدرانه..

كنت قد وطّنت نفسي ومازلت أوطّنها على الصبر و المصابرة لعلّهم في يوم من الأيّام يُدركون أن الحياة قصيرة الى درجة أنها لا تحتمل أن تُملأ بالأحقاد وتُعاش بالأضغان.. سأُجاهد نفسي و أُقوّي إيماني بما تبقّى فيهم من انسانيّة كبشر؛ إذ ليس كل البشر أناسا لو كانوا يعلمون. سأستقبلهم بالأحضان قبل شتاتهم وأرجو أن لا يُخيّبوا أملي فيهم هذه المرّة..

سأجاهد نفسي لكي لا أقع في وهدة اليأس منهم لعلّهم في يوم ما يعودون إلى رشدهم فيتخلّون عن حقائب الغلّ الثقيلة التي يحملونها أينما ذهبوا و يتوّقفون عن رسم تلك الابتسامات الصفراء البالية مجدّدا على أفواههم. دعوتي لهم لا عليهم..

أن يُلقوا أقنعتهم المهترئة و يتجرّدوا من خناجرهم المسمومة لعلّهم يلقوني يوما وهم ناصعي البياض.. لن يكونوا ملائكة طبعا لكن لما يصرّون على أن يكونوا من زبانية الجحيم؟! لا أرض تؤويهم ولا ربّ يحميهم؟! يال الخسران! بذرة الحقد تلك ثمارها.. سنّة الله في خلقه.. جفّت الأقلام وطُويت الصحف.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات