نار هنا و نار هناك..

Photo

أكثر من ألف ديانة تتّبع في الهند.. وأكثر من خمسمائة إله يعبد في كوريا واليابان.. ولم نسمع في يوم من الأيّام عن مجازر ارتكبت بإسم الدين أو دماء سفكت بإسم المذهب أو أعراضا انتهكت بإسم المعتقد أو أناس شرّدت بإسم الايدولوجيا. هناك..

كلّ الفئات العرقيّة والدينيّة والمذهبيّة تعيش جنبا الى جنب، يتسامحون و يصفحون و يتحابّون.. يقفون صفّا واحدا أمام كلّ عدوان يمكن أن يهدّد وحدتهم و يتصدّون لكلّ عدوّ ينال من تكتلّهم. يرفضون كلّ مؤامرة أرادت بهم شرّا و يدرءون عن بعضهم البعض التّهم والتلفيق و يطفئون نيران الفتن قبل أن يشتدّ لهيبها..

هكذا يزدادون مناعة وقوّة وتقدّما.. أمّا نحن في أوطاننا، فنتكلّم اللغة الوحيدة، ونتّبع الدين الأوحد، ونعبد الربّ الواحد، رب الأرض والسماء، ثمّ ننزل إلى الميدان بكلّ دناءة و جهالة و تعصّب فنتقاتلونتناحر ونموت. ديننا منّا براء ونبيّنا علينا شهيد وربّنا من فوق سبع سماوات علينا غاضب.. فكيف سندخل الجنّة؟

كيف يدخلها بنو الوطن الواحد وهم إخوة أعداء متصارعون يكفّر بعضهم البعض حتّى تستباح كبيرة الكبائر فتبدأ الرؤوس بالتّطاير!؟ كيف يدخلها من عشّش الجهل بعقله وأظلمت سراديب قلبه حتّى ألفت بصيرته العتمة وصارت عمياء؟

يتقاتلون وكلّهم يشهد أن لاإله إلّا الله.. يقتلون ليدخلوا الجنّة؟! بل نار في الدنيا ونار في الآخرة.. هذا ما وعد ربّي في كتب السّماء.. فليس هناك فكرة أشنع جهنّميّة ولا عمل أشدّ جحيميّة من أن تقتل ابن وطنك لتدخل الجنّة.. فمن قتل ابن الوطن، فكأنّما قتل الوطن بأكمله عمتم مساء.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات