ربما من أكثر المواضيع التي كتبت فيها وعنها هو التحذير الدائم و منذ أكثر من عشر سنوات من خطورة التدخل الاماراتي في شؤون بلدان عربية كانت اختارت طريق الحرية والعدالة الاجتماعية و التي رأى فيها حكام الامارات تهديدا لوجودهم ودورهم .
اليوم وامام تساهل و تردد من جاءت بهم صناديق الاقتراع في حسم الملف رغم وعيهم بخطورته أصبح للإمارات أحزابها ونقاباتها وجمعياتها واعلامها ومثقفيها في بلداننا ويقاسموننا وطننا ويحملون نفس الجنسية ويتحدثون بنفس اللهجة مع غلبة اللغة الفرنسية في تواصلهم وأحيانا يقع تدعيم الصفوف بالتجنيس لدعم المحور المعادي للثورات العربية .
أجدد مرة أخرى التأكيد بأني كنت أتمنى أن أسمع بالتعددية و أرى أحزابا امراتية ولديها فروع في امارات البلاد السبع.
ليت السلطات في أبو ظبي تمكن اطارها التشريعي "المجلس الوطني الاتحادي" - والذي لديه فقط صلاحيات استشارية - من الحد الادنى من التشريع والمراقبة وتنقل أشغاله في وسائل اعلامها المحلية. ليت الاعلام الاماراتي يهتم للوضعية الحقيقية لرئيس البلاد خليفة بن زايد الذي يعيش في حالة عزلة سياسية منذ سنوات طويلة وحتى حراسه يأتمرون بأوامر ولي العهد بحسب التقارير الغربية .
ليت الاعلام الاماراتي يهتم ولو جزئيا بحجم التفويت في ثروات الاجيال وبحقوق المواطنين وما تمثله السياسات الحالية من خطر مؤكد على مستقبل وثقافة المواطنين الاماراتيين الذين تبلغ نسبتهم أقل من 12 في المائة من عدد السكان الجملي .
كيف تهتم الامارات الى هذا الحد بأذرعها وادواتها في بلداننا والحال أن ثلث سكانها من الهنود وثلث اخر من دول شرق اسيا الاخرى مع ما تمثله هذه الاغلبيات -وليست الاقليات – من تحديات على المستويات الحقوقية و الثقافية واللغوية والامنية .
مجددا أقول ليت الامارات تعود بسياساتها الى مدلولات الاسم الذي كانت تحمله في القرن 19 أي "الإمارات المتصالحة" وتتخلى فعليا ونهائيا عن الاسم الذي عرفت به بداية القرن20 أي "ساحل القراصنة " .
ليس لي الا تجديد التذكير لكل الاحرار في وطننا العربي وفي تونس بالذات بأن تواصل التجاهل والسكوت عن هذا الدور الغير ودي، بل والعدواني تجاه شعبنا والحقوق المكتسبة لمواطنينا هو تعميق للازمة وتمكين لانتشار المرض الخبيث في كامل الجسم عبر تثبيت للأدوات الامارتية في بلادنا الحبيبة .