لدى قراءتي الجديدة لكتاب ألبرت حوراني الفكر العربي في عصر النهضة هالني رأي ما كان يطلق عليه استاذ الجيل في مصر احمد لطفي السيد هالني رأيه في المواطن المصري الذي ضمنه في مؤلفاته فالمصريون في نظره مراؤون في مديحهم وممالقتهم للأقوياء لانهم لا يعتبرون أنفسهم كائنات بشرية مستقلة وهم متساهلون ويرددون معليش لكل ما يحدث وفي هذا نوع من الفضيلة لكنه نوع متأصل في النفوس الضعيفة…
انهم خانعون يقبلون بالإهانات والتحقير كي لا يخسروا وظيفة او لا يصدر عنهم احتجاج.وهم لا يثقون بعضهم ببعض ويتحدثون بالسوء عن الآخرين ناسبين اليهم بواعث دنيئة. ثم ان المصريين يعبدون القوة. وعلى ذلك يستشهد بأهازيج الفرح التي ركب بها الناس في شوارع القاهرة لبونابرت عند عودته من سوريا. وبكلمة .. ان المصريين يفتقرون إلى الاستقلال الشخصي والحرية الحقيقية ولذلك فهم ليسوا بشراً بمعنى هذه الكلمة الأكمل.
ويرى لطفي السيد ان كل هذه العيوب تنبع كلها من مصدر واحد هو موقف المصريين الخاطئ من السلطة التي يريدون ان تقوم عنهم بكل ما ينبغي ان يقوموا به هم لذلك اتكلوا عليها وتنازلوا عن حقوقهم وواجباتهم لكنهم مع هذا لا يثقون بها ولا يحبونها. بل يخشونها ويشكون بها ويحاولون الهرب من رقابتها كأنها غريبة عنهم ومعادية لهم.
ويتساءل لطفي السيد عن الدافع إلى اتخاذ هذا الموقف الخاطئ من الحكومة فيجده في ان المصريين أصيبوا دوما بالنوع الفاسد من الحكومات، فكانت دوماً مستبدة مما خلق فيهم رذائل الخنوع وهم سهلون ومتساهلون لأنهم عاجزون واذلاء ومراؤون لأن الحاكم المطلق لا يقبل بأقل من الخضوع التام.
أما الأسوأ فهو ما كتبه علاء الأسوانى في كتابه : لماذا لا يثور المصريون؟