الشعب الجزائري ليس طفلا قاصرا حتى تنطلي عليه حكاية "اسكت جاك الغول" التي كانت أمهاتنا وآباؤنا يستعملونها معنا لتخويفنا عندما نكثر من الاحتجاج والدلال...
وهذه الحكاية لا نسمعها اليوم من نظام بوتفليقة الفاسد والمستبد فحسب بل أيضا نسمعها من بعض نخبنا في تونس وفي الخارج والذين يحذرون الشعب الجزائري من مغبة الاستمرار في الاحتجاج والمطالبة بالديمقراطية لأن ذلك سيفتح الباب حسب زعمهم للفوضى التي سيستغلها "الإسلاميون" و"المخابرات الخارجية" لتخريب الجزائر مثلما خربوا سوريا وليبيا واليمن إلخ…
الشعب الجزائري من حقه الاحتجاج ومن حقه المطالبة بالتغيير ومن حقه أن ينعم مثل باقي شعوب العالم بالديمقراطية وبالحرية...
وحتى في صورة حصول انتكاسات في مسار الانتقال الديمقراطي فإن هذا الشعب سيتعلم من تجربته الخاصة وسوف يراكم نضالاته مستفيدا من تجربته الطويلة والمريرة في مقاومة الاستعمار وفي مقاومة الإرهاب ومستفيدا أيضا من تجارب الشعوب التي سبقته وخاصة الشعب التونسي الذي توفق رغم التشكيك والتخويف من تحقيق تجربة ديمقراطية ناجحة نسبيا.
تجربة الجزائر في انتقالها الديمقراطي ستكون أقرب إلى النموذج التونسي منها إلى ما حصل في ليبيا أو في مصر أو في سوريا وسوف تنجح في انتقالها الديمقراطي…
ولا خوف على الجزائر فلها شعب عظيم يحميها…