الحرب الأهلية القذرة في الجبهة الشعبية سوف تتواصل وتزداد قذارة لأن طرفي الصراع ونعني بهما البيروقراطية من جهة والانتهازية من جهة ثانية وصلا إلى درجة من التعفن لم يسبق أن عرفها اليسار من قبل…
ما نراه اليوم من صراع طفولي حول "الباتيندة" ومن تبادل للتهم وتراشق وصل حد الشتم والسب وبلغ في بعض الأحيان درجة التصادم خلال الاجتماعات التي ينظمها هذا الشق أو ذاك هو دليل واضح على فشل البيروقراطية والانتهازية في إدارة الخلاف وفي الاحتكام لمؤسسات الجبهة.
إن أصل المشكلة هو أن حزب العمال بعد أن سيطرت عليه البيروقراطية التصفوية في المؤتمر الأخير وأطردت عشرات المناضلين جعلت هذا الحزب يضعف بشكل كبير ويعزل نفسه في زاوية ضيقة... هذا الضعف استغله الوطد الموحد الذي يشقه تيار انتهازي عبّر عن نفسه منذ الأيام الأولى لتأسيس الجبهة...
وقد ظل هذا التيار الانتهازي ضعيفا ومحاصرا داخل الوطد الموحد وداخل الجبهة لكنه عرف قفزة نوعية منذ بداية العام الجديد مستغلا ضعف اليقظة الثورية في الوطد الموحد ومستغلا بدرجة أولى ضعف حزب العمال بسبب التخريب الممنهج الذي مارسته البيروقراطية التصفوية…
وبطبيعة الحال فإن أغلب الجبهاويين يتساءلون اليوم: ما العمل؟
يجب تكثيف النضال داخل مكونات الجبهة الشعبية وخاصة داخل حزب العمال والوطد الموحد ضد الانتهازية والبيروقراطية والانعزالية وعزل العناصر القيادية الأكثر تصفوية وانتهازية وحشد القواعد لعقد مؤتمرات استثنائية لأحزاب الجبهة لطرد هذه العناصر وانتخاب قيادات جديدة بروح جديدة وبعقليات جديدة.