منذ إيقاف نبيل القروي تحولت قناة نسمة إلى بوق دعاية بشكل متواصل وعلى مدار الساعة في الليل وفي النهار لنبيل وعائلته وحزبه…
قناة نسمة تذكرنا بالقنوات الفاشية والنازية وبالقنوات الرسمية للأنظمة الدكتاتورية العربية وغيرها... حتى القناة الليبية في عهد معمر القذافي لم تصل إلى هذا المستوى من الدعاية المفضوحة وخدمة الحاكم الفرد…
القنوات التلفزية في الأنظمة الديمقراطية ليست ملكا خاصا لأصحابها يستعملونها كما يريدون ويوظفونها لخدمة مصالحهم الخاصة كما يحلو لهم بل هي تخضع للقانون وللمصلحة العامة…
لقد تحول العاملون في قناة نسمة من صحافيين محكومين بقانون ومطالبون باحترام الميثاق الذي يحدد شرف المهنة إلى مجرد أعوان دعاية لنبيل القروي وعائلته وحزبه وهو أمر لا يسيء لهم فحسب بل يسيء أيضا لصورة الصحافي التونسي وللصحافة التونسية والإعلام بصفة عامة…
الهايكا تحركت عديد المرات للتنبيه على قناة نسمة ومطالبتها باحترام القوانين المنظمة لمهنة الصحافة ووصل الأمر حد مصادرة معداتها وغلق مقرها الرسمي ومنع بثها لكنها تجاهلت ذلك وواصلت البث عبر الأقمار الصناعية…
نبيل القروي سواء كان ظالما أو مظلوما، مدانا أو بريئا، صادقا أم كاذبا... هو في نهاية المطاف مواطن تونسي مثله مثل بقية المواطنين ويخضع للقانون ولا يحق له استعمال منبر إعلامي وتوظيفه بشكل كامل لخدمة مصالحه الخاصة خاصة وأن البلاد تمر بمرحلة الحملة الانتخابية الرئاسية التي هو أحد مرشحيها…
حان الوقت كي يقع تطبيق القانون على قناة نسمة لأن الأمر تجاوز كل الحدود وأصبح يهدد المكتسبات التي تحققت بفضل الثورة في مجال الصحافة والإعلام والحريات بصفة عامة…