تابعت البارحة الحلقة الثالثة من مسلسل "المايسترو" وقد لا أعود لمتابعته ابدا لأني لاحظت أن هناك نية واضحة لتبييض صورة أعوان السجون وأعوان وزارة الداخلية في علاقة بانتهاكات حقوق الإنسان... إلى حد الآن قدّم لنا المسلسل مراهقين جانحين يعتدون بالعنف الشديد على أعوان السجون وأعوان الأمن ولم نر أعوانا يعتدون بالعنف ويعذبون هؤلاء الجانحين...
كيف يمكن أن نصدق أن مراهقا يعتدي بالعنف الشديد على عون أمن وعلى عون سجون ويسبب لهما جروحا في وجهيهما ولا يقع تعنيفه أو حتى صفعه!؟ والاكتفاء بتأنيبه ورميه في "السيلون"؟ حتى في أعرق الدول ديمقراطية واحتراما لحقوق الإنسان قد لا يحصل هذا فما بالك في نظام بن علي الاستبدادي حيث يعتبر تعذيب الموقوفين والمساجين "ماعون صنعة".
أعتقد أن مسلسل "المايسترو" لن يحيد عن السكة التي رسمتها ثقافة "السابع" والظاهر أنه يسعى لتبييض ماضي المؤسسات القمعية في تونس وتقديم الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان في السجون وفي مراكز الإيقاف على أساس أنها تجاوزات فردية وتقصير في بعض الجوانب الجزئية وليست عقيدة أمنية مترسخة في نظام استبدادي جعل من التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان أسلوب حكم.
مازلنا نحلم بأعمال درامية تونسية يكتبها ويخرجها كتاب ومخرجون متحررون من إرث المنظومة القمعية…