كارثة الحافلة هي نتيجة منطقية للتهميش المتواصل الذي يعيشه الشمال الغربي الذي استثنته كل الحكومات من التنمية من بورقيبة إلى اليوم... الشمال الغربي عاقبته هذه الحكومات دون استثناء لأسباب سياسية وجهوية لم تعد خافية على أحد.
الشمال الغربي ورغم الثروات الطائلة التي يتوفر عليها بقي محروما من التنمية وبقيت بنيته التحتية هشة وثرواته يقع تحويلها صناعيا في المناطق الساحلية وسكانه يعيشون الفقر والتهميش والبطالة…
كان يمكن أن يكون الشمال الغربي قبلة الزوار من مختلف جهات الجمهورية لمناظره الطبيعية الخلابة وهوائه النقي ومياهه العذبة لكن ضعف البنية التحتية يشكل عائقا لا يقل خطورة عن عائق الإرهاب لمنع السياحة في هذه المناطق…
حان الوقت كي نفتح ملف الشمال الغربي بوصفه من الجهات التي تم تهميشها عمدا وعن قصد ومحاسبة المتسببين في ذلك…
كارثة الحافلة مثلها مثل الحوادث التي سبقتها في هذه المنطقة ليست حادث مرور عادي بل هي جريمة موصوفة وقع التخطيط لها منذ عقود ضمن سياسة ممنهجة لتهميش الشمال الغربي…