التصدي لعبير موسي ولمشروعها الرامي لإعادة رسكلة دولة الاستبداد لا يتم عبر توظيف بعض العشرات للهتاف ضدها ورميها بالمقذوفات وإفشال تظاهراتها السياسية... فمثل هذه الأساليب قد تساهم في ارتفاع "شعبيتها" وتعرف بأنشطتها وتجعل منها ضحية…
التصدي لعبير موسي يبدأ بتشكيل جبهة وطنية واسعة تضم كل الرافضين لعودة الاستبداد وتتفق على برنامج حد أدنى يتضمن أساسا دعم مسار العدالة الانتقالية ووضع الآليات الكفيلة بتفكيك منظومة الاستبداد والفساد وتحقيق التنمية والقضاء على التفاوت بين الجهات…
عبير موسي تستمد قوتها من ضعف منافسيها وتشتتهم وخاصة من فشل كل الحكومات التي تعاقبت على السلطة بعد الثورة وما خلفته من نقمة لدى فئات واسعة من الشعب التونسي وندم على الثورة برمتها وحنين لعودة النظام القديم.
عبير موسي تتقدم اليوم في استطلاعات الرأي على عدد من رموز المعارضة التونسية بما في ذلك الذين أفنوا أعمارهم في مقارعة الدكتاتورية لكنهم بقوا سجناء الجملة الثورية وحبيسي حوانيتهم المفلسة وأفقهم الضيق ونرجسيتهم وتعاليهم على الجماهير الشعبية.
عبير موسي ليست حالة عابرة مثلما يعتقد البعض بل هي مشروع قائم بذاته يهدد مكتسبات الثورة وهو ما يستوجب الوحدة ورص الصفوف لمواجهتها.