أبكاني حزب الله مرتين، أبكاني فرحا حين استطاع أن يحقق أول انتصار معنوي وعسكري على جيش الكيان الصهيوني خارج الأرض المحتلة في حرب 2006 وحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأبكاني حزنا حين انخرط في حرب الدمار في سوريا إلى جانب نظام طائفي يستمتع بقتل شعبه ليس فقط بسبب الأهوال التي تعرض لها ويتعرض لها أهلنا في سوريا من تقتيل وتشريد ولكن أيضا بسبب اغتياله لأمل كنّا نتصور أنّه سيحدث انعطافة تاريخية في العلاقة بين الطائفتين.
تحول الأمل إلى كابوس مظلم ستتغذى به مستقبلا الأحقاد التاريخية لعشرات السنين إن لم نقل لمئات السنين.
في زيارة لبيروت في سنة 2010 فوجئت بعبارات الكراهية التي سمعتها ممن التقيت بهم من أهل السنة في حديثهم عن حزب الله، كنت أجادلهم وأقول لهم عليكم أن تتحرروا من الأسر الطائفي لتروا ما حققه حزب الله من إنجازات. زرت تقريبا كل قرى الجنوب اللبناني حتى وصلت إلى بنت جبيل ومارون الراس، آخر نقطة حدودية، و ما عاينته من إنجازات جعلني أعتقد أن الكره الطائفي السني للحزب- مخالفا بذلك المثل السائر أهل مكة أدرى بشعابها- لا يعدو أن يكون تعبيرا عن العجز عن منافسته اقتصاديا.
جاءت الأحداث للأسف لتضعنا أمام هذه الحقيقة المرة التي نريد أن نتجاهلها، مفادها أن أسرى التاريخ لا يستطيعون أن يبنوا مستقبلا طالما أنّ التاريخ هو الذي يتحكم فيهم بدل أن يقرأوه قراءة موضوعية تسمح لهم بالتحكم فيه.
من المضحيات المبكيات أن يجتمع رعاة الإرهاب العالمي لينددوا برعاة الإرهاب المحلي ويعلنوا أن حزب الله منظمة إرهابية، هزلت....أبعد هذا الدرك درك؟