أنا مطمئن وأنتم حائرون

Photo

طويت صفحة داعش دون أن تُطوى صفحة الدواعش، انتشروا في أصقاع الأرض تماما مثلما جاؤوا منها ولا غرابة في ذلك فالعقل الإستراتيجي الذي جمّعهم هو العقل الذي شتّتهم. سيظهرون مٌجددا ولكن لا ندري في أي شكل ولا تحت أي مُسمّى. تمت المُهمة بنجاح منقطع النظير.

المؤكد أنّهم تركوا وراءهم الخراب والدمار وأكثر من ذلك تركوا وراءهم صورة متوحشة للإسلام والمسلمين من الصعب أن تزول في وقت قريب. جرائم الاستعمار وجرائم الصهيونية لم تعد شيئا يُذكر أمام جرائمهم.

نقلتها وسائل الإعلام ودخلت بها كل بيت، مُحدثة الألم والفزع، تركت لا شك أثرا سيئا ولكنّ الله مُتم نوره ولو كره الكافرون، عمّقت الكره ولكنّها للمفارقة أوجدت فضولا لمعرفة هذا الدين وأثارت تساءلا حول علاقته بالإرهاب.

العقول المتخلفة لا تستطيع أن تُخطط ولكن يمكن أن تكون أدوات تنفيذ ولقد كانت. المشهد مُحزن ولا ريب ولكن النفس تطمئن حين تقرأ قوله تعالى" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ" الأنفال (37/36.( أصدقائي وصديقاتي، الحداثيين جدا والعقلانيين جدا سيقولون "أساطير الأولين" و أوهام المُغفّلين، لم يأتوا بجديد فقد قالها من سبقهم من الأوّلين ولكن لا بأس اعتبروها أوهاما فكم من الأوهام بالعمل صارت حقيقة.

المهم أنا مُطمئن وأنتم حائرون.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات