معركة لها ما بعدها

Photo

معركة بن قردان المجيدة ستحدث لا شك تحولا نوعيا في الحرب ضد الإرهاب بوصفه إفرازا خبيثا لتحالف قوى الشر الثلاث، المافيا المالية والأمنية والدينية في إخراج يوحي بانفصال بعضها عن بعض، معركة في غاية الأهمية من وجهتين:

الوجهة الأولى : يُعتبر هذا الانتصار انتصارا استعلماتيا قبل أن يكون عسكريا، لأن القوة الداعشية التي نفذت خطة الهجوم على مؤسسات الدولة، وسواء كان تمركزها حديثا أو قديما، ما كان يمكن لها أن تفعل ذلك دون وجود شبكة متعددة الأطراف تعمل لصالح القوى الداعشية و ما حصل هذه المرة وهو تطور نوعي في عمل الأمن الوطني و ليس الأمن الموالي، أنّه استطاع أن يخترق هذه الشبكة الداعمة ويستعد للمواجهة ولذلك كانت ردة فعل قواتنا العسكرية سريعة ومنظمة ومحكمة.

الوجهة الثانية : هذا الانتصار له بعد رمزي في غاية الأهمية وهو أن هذه المعركة قد انتهت بهزيمة واضحة للقوى الداعشية وحطمت بذلك أسطورة الوحشية المُرعبة دون غطاء جوي دولي كما حدث ويحدث في العراق وسوريا ومن هذه الزاوية يمكن اعتباره وبكل فخر أول انتصار لجيش عربي على داعش. هذا الانتصار سيخلف لا شك هزيمة نفسية للقوى الداعشية ولكن الأمر الخطير والذي يجب التحسب منه والإستعداد له هو الأعمال الانتقامية التي من الممكن أن تُقدم عليها هذه العناصر الإرهابية لاستعادة الصورة الوحشية المفقودة.

في قاموس الداعشيين لا وجود لهزيمة عسكرية فهم يعتبرون أنفسهم منتصرون في كل الأحوال ولكن في قاموسهم هناك وجود لهزيمة نفسية ويخشونها كثيرا ولن يهدأ لهم بال حتى يستردوا انتصارهم النفسي ولذلك بقدر ما ينجح الأمن الوطني بالمعنى السيادي وليس بالمعنى الترابي في تفكيك الشبكة المتعاونة معهم أو المستعينة بهم بقدر ما يكونوا عاجزين عن تجاوز هزيمتهم النفسية.

****

حديثك يا هذا.....

بعض اليساريين العقلانيين جدا أفقدتهم النهضفوبيا صوابهم وأصبحوا غير عقلانيين بالمرة ، فقد أصبحوا غير قادرين على الربط بين الأشياء، ترتفع أصواتهم عالية من خلال المنابر الإعلامية الدافئة تأييدا لأهلنا في الجنوب في تصديهم للإرهاب، بشقيه: القابضون دنيا والقابضون "آخرة" وفي نفس الوقت يخرجون من أدراجهم تهمة قديمة متجددة لحركة النهضة باعتبارها الراعية للإرهاب وينسون أن أهلنا في الجنوب في أغلبيتهم الغالبة من مناصري حركة النهضة.

متى يفهم هؤلاء أن هذا الأسلوب الرخيص في التوظيف السياسي سيزيدهم عزلة وسيزيد النهضة شعبية؟

ومتى يتجرأ اليساريون الوطنيون فعلا والمنحازون حقا لقضايا الشعوب على خوض معركة التحرر من عقدة النهضة؟ بناء تونس المستقبل فوق الصراعات الحزبية و فوق الأحقاد الأيديولوجية.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات