فخ المعارك الخاسرة

Photo

هناك شئ غير طبيعي يحدث في تونس، كلما حاولت الثورة تعديل "ركبتنا المائلة من أولها"، برزت قضية هامشية على السطح وتم النفخ فيها لتكبر ثم تكبر حتى تحجب عنّا مطالب الثورة في الحرية والكرامة. استطاعت الاحتجاجات الأخيرة أن تُحدث هزة في كل الطيف السياسي وفي الآلة الإعلامية التي تتناغم معه فوضعت الجميع أمام حقيقة مرة مفادها أن شجرة التوافق المستظلين بها بإمكانها أن توفر لكم تقاسم النفوذ وتقاسم المواقع ولكن ليس بإمكانها أن تحميكم من هبّة الجياع الذين يطلبون الكرامة ويطلبون العزّة.

نعم حاول البعض أن يركب هذه الهبة ليحولها عن هدفها وليغير من أسلوبها فلم يفلح. فلم يجدوا وككل مرة من حل إلا بإثارة قضية جانبية مثل قضية الروضات القرآنية وهي قضية مفتعلة لأنه ليس من الممكن قضائيا إغلاق روضة قرآنية إذا كانت مُستجيبة لكراس الشروط. ولذلك الرجاء عدم الانخراط في هذه المعركة الوهمية ومن اكتشف أن قرآننا فيه وبلغتهم "باهي وخايب" ليتركنا وشأننا فقرآننا وحي من عند ربّنا "لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد"ٍ ومن يريد أن يؤسس روضة على أساس إلحادي أو على أساس ما شاء من الأوصاف الأخرى ليربي في "ضوءها" أطفاله فله ذلك.

ستبقى هذه الهبّة الواعية هاجسا مرعبا للثورة المضادة المنتشية بانتصارها ولن تُفلح كل محاولات تضليلها وبأي شكل من الأشكال.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات