أعدمت السعودية 47 من المحكوم عليهم في قضايا الإرهاب من ضمنهم الشيخ الإنسان، الصفة التي يشترك فيها مع غيره من الذين أُعدموا بحكم قضائي أو الذين يُقتلون يوميا في غياب القضاء ولكن لأنه شيعي المذهب قامت الدنيا ولم تقعد بدافع طائفي عند بعضهم و بدافع تأجيج الصراع الطائفي عند الذين يتحكمون بالفعل في الطائفتين.
لم يسأل أحد عن 46 الآخرين، أبشر هم أم لا؟ أتوفرت في حكمهم شروط العدالة أم لا؟ كنت سأتفهم الموقف الإيراني لو أن إيران رفضت الإعدامات السياسية بشكل مطلق ودفاعا عن جميع الذين أعدموا. من جهة أخرى وفي إطار المزايدات السياسية اكتشفت السعودية أن إيران قد أعدمت المئات من مواطنيها أصالة أو من أبناء الأوطان المنضوية تحت حكمها.
المشترك بين السعودية وإيران وغيرهما من الدول الإسلامية هو الاعتقاد بأن قيمة الإنسان مرتبطة بانتمائه الطائفي خارجيا وبولائه للسلطة داخليا، لا قيمة للإنسان في ذاته عند كليهما.
كنت ولازلت وسأظل رافضا لحكم الإعدام في قضايا السياسة والفكر عموما وفي الدين تخصيصا، لازلت مترددا في جدواه في القضايا الأخرى وإن كنت لا أرى بديلا عنه ضد من ثبت إجرامه في حق الأطفال والقصّر عموما.
ثقافة الحياة هي الكفيلة بمواجهة ثقافة الموت و القضاء المكبّل والساكت عمن يعدمهم الظلم السياسي والقهر الاجتماعي في السعودية وفي إيران لا يحق له أن يصدر أحكام الإعدام في التهم المتعلقة بالفكر والسياسة.
المنخرطون في الدفاع عن الموقف السعودي أو المنخرطون في الدفاع عن الموقف الإيراني، تحولوا للأسف، عن وعي أو عن غير في وعي إلى تجار موت. من يريد أن يُعدم الظلم لا يكون مناصرا لإعدام الإنسان ولا تحكمه المعايير الطائفية والمذهبية الدينية ولا المعايير الإيديولوجية في قضايا الإنسان.