أكدت اليوم أن تونس قد بلغت حضيضا ليس بعده حضيض. فمن ولاه الشعب لرئاسة الدولة سقط إلى درك لا يعدله إلا الدرك الذي بلغه من يزوره بعد موته. وهي زيارة تفضح إهماله له لما كان بحاجة إلى الزوار.
أعجب ممن لا يستحي فيتكلم باسم الشعب ليحدد من يمثل روحها. وقد سمعت ثلاثة من الساسة يفعلون !!!
فإذا هي تتعين في ما يندى له الجبين من الحثالة التي لا يمكن أن تقاس بها روحها.
صحيح أن الموت يوجب الاحترام وذكر الموتى بمحاسنهم إن كان لهم منها نصيب أو السكوت. وعلى كل فهو لا يوجب جعل الأقزام من الأعلام فتصبح تونس مرموزا إليها بالحطام.
أتكون تونس قد انحطت إلى هذه الدرجة؟
أبعد الشابي يصبح اللغو شعرا فيمثل روح تونس ابن خلدون؟
وما هذا الـموال الذي يشارك فيه كل دجال.
كيف يمدح دونكيشوت الحداثة المسيخة ومن لم يعرف عنه إلا الاستهزاء بكل ما يؤمن به شعب شباب الثورة من النساء والرجال ؟
لكن لاعجب.
فمن أهمل بورقيبة عند حاجته لمن يحميه من تحكم الاستبداد أو حتى يحنو عليه ويزوره فضلا عن أن يوظف اسمه ليحكم به لا يستغرب منه شيء.
فمن كان شاهدا على إهانته ثلاث عشرة سنة ولم يجرؤ حتى على زيارته ولم يحضر حتى دفنه يتجرا الآن فيحيي ذكرى موته رغم انتسابه لجسم يمثل المدافعين عن الحقوق على الأقل في الواجب.
مسكينة تونس: صارت كرة تتلاعب بها المافيات والكاروكازات.
إنها سفينة بلا ربان.
ولا عجب من سكوت من اختارهم الشعب لحكمه بعد ثورته. فلا صانوا ارضها ولا احترموا عرضها.
كيفما تكونون يولى عليكم في الحكم بالفعل وفي الحكم بالقوة أو المعارضة: الجميع يقدم الحسابات السياسية التافهة على منزلة تونس التي تدنت إلى ما دون ما أوصلها إلى الكوميسيون المالي.