من الواضح ان المعطيات الواردة سواء من جهات إعلامية (داخلية او خارجية) أو من ملاحظين مستقلين تشير بلا شك الى تقدم معارضي قيس سعيد على الارض وفي التحركات الميدانية مقارنة مع مؤيديه ، من ذلك مظاهرة 15 ماي الجاري التي تفوقت(على الاقل من حيث العدد) على مظاهرة انصار الرئيس بتاريخ 8 ماي الفارط رغم الدعم الكبير الذي تلقاه هؤلاء من قبل السلطات السياسية والامنية.
ورغم ذلك، يلاحظ بعضهم ان مظاهرات معارضي الرئيس التي نجحت في استقطاب الالاف ربما لم تحقق ما كانت تتوقعه او ترجوه المعارضة نفسها من حشد استثنائي للشارع يكون بمقدوره تغيير موازين القوى وتعطيل السير الحثيث في تنفيذ مشروع الانقلاب او السيطرة على مؤسسات الدولة.
وفضلا عن ذلك فان قيس سعيد – وان كان لا يخفي ردود افعاله ازاء تلك المظاهرات التي تتصدى له – الا انه لايبدو باي حال مستعدا لتغيير سياساته او التراجع عن قراراته تحت تاثير الضغط الذي يمارسه معارضوه.!
كما يلاحظ انه – وان كان يعتمد بصفة أساسية في دعم قراراته على أجهزة الدولة وقواتها المسلحة -الا انه يحاول في آن واحد الإيحاء بوجود دعم شعبي واسع لتوجهاته (تذكروا اسطورة المليونية التي خرجت في أكتوبر من العام الماضي تأييدا لتدابيره الاستثنائية اضافة الى الاستشارة الالكترونية ).
كما لا يبدو إضافة لذلك مكترثا بحجم مناصريه في المظاهرة الاخيرة (التي نزل لدعمها وزير الداخلية ووالي تونس) حتى أنه لم يتردد في التصريح عند استقباله لوزيرة العدل بعد يوم من المظاهرة بان مناصريه قد خرجوا في كامل مناطق الجمهورية، في حين لم يتجاوز عددهم بشارع الحبيب بورقيبة بعض مئات.! فهل يمكن أمام هذا التأويل الخاطئ لمظاهر الاحتجاج (بين التضخيم والتقزيم!) ان تجد اصوات الناس طريقها للتأثير وقلب الموازين.!